٦ ـ ما أبالي أنّب بالحزن تيس |
|
أم لحاني بظهر غيب لئيم (١) |
(خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ). (٧)
بسمة تعرفها الملائكة ، وفائدتها الوضع منهم والتبكيت ، كما أنّه لما كتب الإيمان في قلوب المؤمنين كان تحلية لهم بما يرفعهم.
آية على التشبيه لحالهم بحال المطبوع على قلبه ، المضروب على سمعه وبصره كمال قال :
٧ ـ لقد أسمعت لو ناديت حيّا |
|
ولكن لا حياة لمن تنادي (٢) |
قال مجاهد (٣) : الشيء إذا ختم ضمّ ، فالقلب إذا ران عليه المعاصي انضم ولم ينبسط بالإنذار ولم ينشرح بالإيمان.
وقيل : إنّ المراد حفظ ما في قلوبهم للمجازاة ، إذ كلّ شيء يحفظ فإنّه يختم.
__________________
(١) البيت لحسان بن ثابت ، وقيل لابنه عبد الرحمن في أبيات هجا بها مسكينا الدارمي ، وهو في شواهد سيبويه ، وذكره ابن السيرافي في شرح الأبيات ٢ / ١٤٧ ؛ والمبرد في المقتضب ٣ / ٢٩٨ ؛ والبغدادي في خزانة الأدب ١١ / ١٥٥.
(٢) البيت في المفردات للأصبهاني ص ١٣٩ ، وقيل : هو لدريد بن الصمة ، وقيل : لعمرو بن معديكرب والصحيح أنّه لكثّير يرثي صديقه خندقا الأسدي وقبله :
وكلّ ذخيرة لا بدّ يوما |
|
وإن بقيت تصير إلى نفاد |
فلو فوديت من حدث المنايا |
|
وقيتك بالطريف وبالتلاد |
يعزّ عليّ أن نغدو جميعا |
|
وتصبح بعدنا رهنا بوادي |
وهو في ديوان دريد ص ٢٩ ؛ ومعجم البلدان ٥ / ٤٢٩ ؛ والبحر المحيط ١ / ٣٧٢ ؛ وديوان كثيّر ص ٢٢٢.
(٣) مجاهد بن جبر ، أبو الحجاج المكي ، أحد الأعلام من التابعين والأئمة المفسرين ، قال عن نفسه : عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحة إلى خاتمة ، أوقفته عند كل آية منها ، وأسأله عنها. توفي سنة ١٠٠ ه وهو ساجد.