وقال مزاحم العقيلي :
٢١ ـ بكت دارهم من نأيهم فتسرعت |
|
دموعي فأيّ الباكيّين ألوم |
٢٢ ـ أمستعبر يبكي من الهون والبلى |
|
أم آخر يبكي شجوه ويهيم (١) |
وليس ثمّ حزن ولا بكاء ، ولكنهما مزاوجة ومكافأة.
(وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ).
يملي لهم ويعمّر ، عن ابن مسعود (٢) رضي الله عنه ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما : يكلهم إلى نفوسهم ، ويخذلهم واختيارهم.
وقيل : إنه على حذف المضاف ، أي : يمدهم في جزاء طغيانهم.
ومدّ وأمدّ واحد. وقيل : مدّ في الأمد ، وأمدّ في العدد.
ـ وقال الفراء (٣) : مدّ في الشيء له : جاذب وفاعل ، وأمدّ من غيره.
والطغيان : تعدي الطور ، وتجاوز القدر والهمة والحيرة.
__________________
(١) البيتان لقيس بن ذريح صاحب لبنى ، وأحد العشاق المشهورين ، وليسا لمزاحم العقيلي [استدراك] كما ذكر المؤلف ، وقبلهما :
إلى الله أشكو فقد لبنى كما شكى |
|
إلى الله فقد الوالدين يتيم |
يتيم جفاه الأقربون فجسمه |
|
نحيل وعهد الوالدين قديم |
بكت دارهم من نأيهم فتهللت |
|
دموعي فأيّ الجازعين ألوم |
أمستعبرا يبكي من الشوق والهوى |
|
أم آخر يبكي شجوه ويهيم |
راجع الأغاني ٨ / ١١٧ ، وأمالي المرتضى ١ / ٥٣.
(٢) عبد الله بن مسعود بن السابقين الأولين ، شهد بدرا وهاجر الهجرتين ، حدث عنه ابن عباس وابن عمر وأبو هريرة ، كان قصيرا شديد الأدمة ، اتفقا له في الصحيحين على أربعة وستين حديثا ، توفي سنة ٣٢ ه.
(٣) أبو زكريا ، يحيى بن زياد ، كان أوسع الكوفيين علما ، أخذ عن الكسائي وله كتب عديدة في العربية يقال لها الحدود ، وله معاني القرآن مطبوع. توفي سنة ٢٠٧ ه بطريق مكة.