(أَوْ كَصَيِّبٍ). (١٩)
الصّيّب (١) : فيعل من : صاب يصوب ، كسيّد من : ساد يسود ، ومعناه : ذو صوب. فيجوز مطرا ويجوز سحابا ، والرعد : صوت الملك الذي يسوق السحاب ، والبرق : ضربة السحاب بمخراق (٢).
عن عليّ وعن ابن عباس رضي الله عنهم أن الرعد ريح تختنق في السحاب ، يسقط السحاب إذا انقدحت بالريح ، وقد جاء كثّير (٣) بمثل هذا في شعره فقال :
٢٥ ـ تألّق واحمومى وخيّم بالرّبى |
|
أحمّ الذرى ذو هيدب متراكب |
٢٦ ـ إذا زعزعته الريح أرزم جانب |
|
بلا هزق منه وأومض جانب |
وأمّا الذي جرى له التمثيل بالصيّب فهو القرآن عند ابن عباس.
فإنّ ما فيه من القصص والمواعظ والتسلية ، والبشارة وأسباب الهداية كالمطر الذي ينفع حيث يقع ، وما فيه من الوعيد والتخسير ، والذم للكافرين كالظلمات والصواعق.
__________________
(١) الصيّب : فيعل من : صاب يصوب إذا نزل ، ويقال لكل واحد من المطر والسحاب صيب لوجود معنى النزول فيهما. راجع حاشية الشيخ زاده على تفسير البيضاوي ١ / ١٦٥.
(٢) أخرج الترمذي عن ابن عباس قال : «سألت اليهود النبي صلىاللهعليهوسلم عن الرعد ما هو؟ قال : ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله ، قالوا : فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال : زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر الله ، قالوا : صدقت». راجع تفسير القرطبي ١ / ٢١٧ ؛ وعارضة الأحوذي ١١ / ٢٨٤.
(٣) كثير بن عبد الرحمن ، أحد عشاق العرب المشهورين ، وهو صاحب عزة ، وله معها حكايات ونوادر ، كان رافضيا شديد التعصب لآل أبي طالب ، توفي سنة ١٠٧ ه. والبيتان في أمالي القالي ١ / ١٧٨ وديوانه ص ١٥١ ، في خ [احمرّ الذري] وهو تصحيف ، و [بلا خلف] بدل [بلا هزق] وهو تصحيف. الإرزام : صوت الرعد ، وهما في الموشح ٢٤٦ ؛ والثاني في اللسان مادة هزق ١٠ / ٣٦٨. والهزق : شدة صوت الرعد.