حكمه ـ لوقوع الضلال عنده ، كقوله عزوجل في الأصنام : (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً)(١) لمّا ضلوا بسببها.
قال الأخفش : وهذا كما يقال : أهلكته فلانة ، إذا هلك في عشقها ، وكذلك إذا ضلوا في دين الله. وبعضهم : على الإملاء فيه والإمهال ، وبعضهم : من مصادفتهم عليه. من : أضلّ ناقته : إذا ضلّت هي.
قال ذو الرمة (٢) :
٣٧ ـ أضلّه راعيا كلبية صدرا |
|
عن مطلب وطلى الأعناق تضطرب |
وقال آخر :
٣٨ ـ هبوني امرءا منكم أضلّ بعيره |
|
له ذمّة إنّ الذّمام كبير (٣) |
__________________
(١) سورة إبراهيم : آية ٣٦.
(٢) اسمه غيلان بن عقبة ، أحد فحول الشعراء ، وأحد عشاق العرب المشهورين بذلك ، وصاحبته ميّة ، وكان كثير التشبيب بها في شعره ، توفي سنة ١١٧ ه وعمره أربعون سنة. قال أبو عمرو بن العلاء : ختم الشعر بذي الرّمة ، والرجز برؤبة بن العجاج. والبيت في ديوانه ص ٤٠ ؛ وأمالي القالي ١ / ٢٤٠ ؛ ولسان العرب مادة إلى ١٥ / ١٣ ؛ وكتاب الأفعال ٣ / ٢٥٢. وقوله : المطلب : البعيد الذي يحوجك إلى طلبه ، والطلى : صفحة العنق.
(٣) البيت لأبي دهبل الجمحي وهو في شرح الحماسة للتبريزي ٣ / ١٥٣ ؛ والصداقة والصديق ١٥٤ ؛ والأغاني ٦ / ١٦٤. ونسبه الأصبهاني أيضا إلى مجنون ليلى من أبيات له هي :
أأترك ليلى ليس بيني وبينها |
|
سوى ليلة إني إذا لصبور |
هبوني امرءا منكم أضلّ بعيره |
|
له ذمة إنّ الذّمام كبير |
وللصاحب المتروك أعظم حرمة |
|
على صاحب من أن يضلّ بعير |
عفا الله عن ليلى الغداة فإنّها |
|
إذا وليت حكما عليّ تجور |
والشطر الأول في كاشف الخصاصة لابن الجزري ص ٩٢ وقال محققه الدكتور النمّاس : لم أعثر على قائله. وراجع الأغاني أيضا ٢ / ٨.