(الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ). (٢٧)
عهده وميثاقه : ما أمر به في كتبه وعلى لسان رسله.
وقيل : هو حجة الله القائمة في عقل كل واحد على توحيده ، وعلى وجوب بعثه للرسل (١).
وقيل : المراد يمينهم في قوله : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ)(٢).
وسيبويه لا يجيز إعادة الثاني مظهرا بغير لفظ الأول. فلا يجوز : زيد مررت بأبي محمد : وكنيته أبو محمد ، ويجوز بلفظ الأول كقوله تعالى : (الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ)(٣) ، و (الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ)(٤).
قال ابن حطّان :
٣٩ ـ لا يعجز الموت شيء غير خالقه |
|
والموت فإن إذا ما حلّه الأجل |
٤٠ ـ وكلّ شيء أمام الموت متّضع |
|
للموت ، والموت فيما بعده جلل (٥) |
فعلى مذهب سيبويه لا يكون الميثاق العهد ، بل يكون صفة للعهد.
__________________
(١) لقد نحا المؤلف في هذا منحى المعتزلة ، ونلاحظ أنّ له بعض التأثرات بمذهب المعتزلة ، فهم يقولون بوجوب بعثة الرسل ، وهذا خلاف مذهب أهل السنّة والجماعة ، فالله تعالى لا يجب عليه شيء ، إذ من الذي يوجب على الله شيئا؟ وقال السمرقندي : الميثاق الذي يعرف كل واحد إذا تفكر في نفسه ، فكان ذلك بمنزلة الميثاق. راجع بحر العلوم ١ / ٣٠٤.
(٢) سورة فاطر : آية ٤٢.
(٣) سورة الحاقة : آية ١ ـ ٢.
(٤) سورة القارعة : آية ١ ـ ٢.
(٥) البيتان لعمران بن حطّان ، وهو من كبار الخوارج وشعرائهم. والبيتان في ديوان الخوارج ص ١٦٨ ؛ والأغاني ١٦ / ١٥١ ؛ وربيع الأبرار ٤ / ٢٠٦ ؛ وزهر الآداب ٤ / ٦ ؛ ومعجم الأدباء ٨ / ١٧٠.