(إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً). (٣٠)
ـ قيل : كانت الخلافة عن الملائكة.
وقيل : عن الجانّ الذين أجلاهم الملائكة بسبب فسادهم.
وقيل : المراد بالخليفة جميع بني آدم أن يخلف بعضهم بعضا.
وعن ابن مسعود : المراد أولو الأمر من عهد آدم إلى انقضاء العالم ، فكلّهم خلفاء الله في الحكم بين الخلق ، وتدبير ما على الأرض.
(أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها).
قالوا ذلك على التألم والاغتمام لمن يفسد ، وقيل : على الاستعظام للمعصية مع عظيم النعمة.
وقيل : على الاستعلام لوجه التدبير فيه.
وقيل : على السؤال أن يجعلهم خلفاء الأرض ليسبّحوا بدل من يفسد ، فقال عزوجل :
(إِنِّي أَعْلَمُ).
من صلاح كلّ واحد.
(ما لا تَعْلَمُونَ).
فدلّهم بذلك أنّ صلاحهم في أن اختار لهم السماء ، وللبشر الأرض.
(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ). (٣١)
بمعانيها على اللغات المختلفة ، فلمّا تفرّق ولده تكلّم كلّ قوم بلسان أحبّه واعتاده ، وتناسوا غيره على الأيام ، وكما أنّ الله تعالى علّمه الأسماء علّمه الأفعال والحروف التي هي أصول الكلام لأنّ المعنى ينتظم بجميعها ،