والرّغد : الكثير الواسع الذي لا عناء فيه. والشجرة المنهية هي السنبلة (١) ، رواه أبو بكر عن النبي عليهالسلام.
ومنه قيل : كيف لا يعصي الإنسان ، وقوته من شجرة العصيان ، وكيف لا ينسى العهد ، واسمه من النسيان.
وعن ابن مسعود أنّها الكرم (٢) ، ولذلك صارت فتنة ، ولأنّ الشجر ما له ساق وغصن.
(فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ).
من حيث إحباط بعض الثواب ، لأنّ ذمّ الأنبياء بالظلم لا يجوز ، إلا على تأويل صحيح.
وقيل : إنّ فاعل الصغيرة أيضا ظالم نفسه ، من حيث ألزمها ما يشق من التوبة والتلافي ، وكون الزلة صغيرة مغفورة لا ينافي وجوب التوبة ، كما لا ينافي ثبوت الحرمة.
(فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها). (٣٦)
أي : أكسبهما الزلة. وقيل : إنّه متعدي زلّ ، أي : عثر ، وإزلاله بوسوسته لهما. وقيل : بأن قاسمهما على نصحه. وزلة آدم عليهالسلام كانت بالخطأ في التأويل ؛ إمّا بحمل النهي على التنزيه دون التحريم ، وإمّا بحمل اللام على التعريف لا الجنس ، إذ الظاهر دلالة النهي على عين المنهي عنه لا جنسه.
__________________
(١) أخرجه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ١ / ١٢٦ عن ابن عباس قال : الشجرة التي نهى الله عنها آدم السنبلة. وفي لفظ : البرّ. راجع الدر المنثور ١ / ١٢٩ ؛ وتفسير ابن جرير ١ / ١٨٣.
(٢) روي ذلك عن ابن عباس فيما أخرجه ابن جرير ١ / ١٨٤ وابن المنذر. راجع الدر المنثور ١ / ١٢٩.