وقيل : إنّ المراد به صلاة الجماعة ، فعبّر عنها بالركوع ، لأنّه أوّل ما يعرف به المرء مصليا.
وقيل : أراد الركوع اللغوي ، وهو : التذلل والخضوع ، أي : اخضعوا مع الخاضعين.
قال السعدي (١) :
٥٧ ـ لا تهين الفقير علّك أن |
|
تركع يوما والدهر قد رفعه |
(وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ). (٤٥)
أي : الاستعانة بالصبر والصلاة ، وكل واحد منهما لكبيرة.
وقيل : بل ردّ اللفظ إلى أهم المذكورين ، أو إلى أقربهما كما قال السعدي :
٥٨ ـ لكلّ همّ من الهموم سعة |
|
والمسي والصبح لا فلاح معه (٢) |
(الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ). (٤٦)
أي : ملاقوه بذنوبهم وتقصيرهم ، وقيل : يظنون أنهم ملاقوا ـ في كل حين لشدة مراقبتهم ـ الموت فيخافونه.
وقيل : يظنون أنهم ملاقوا ثوابه ، ويجب أن يكون ذلك على الظن
__________________
(١) هو الأضبط بن قريع السعدي من رهط الزبرقان بن بدر وكان قبل الإسلام بدهر ، وكان قومه أساؤوا مجاورته فانتقل منهم إلى غيرهم ، فأساؤوا مجاورته أيضا ، فرجع إلى قومه. والبيتان له ، وهما في خزانة الأدب ١١ / ٤٥٢ ؛ ومجالس ثعلب ص ٤٨٠ ؛ وأمالي القالي ١ / ١٠٧. والأول منهما في تفسير ابن عطية ١ / ١٠٤ ؛ والقرطبي ١ / ٣٤٤ ؛ وروح المعاني ١ / ٢٤٧ ؛ والشيخ زاده علي البيضاوي ١ / ٢٩١. والثاني في المجمل لابن فارس ٢ / ٧٩ ؛ وتفسير القرطبي ١ / ٣٧٤.