والطمع لا القطع عليه والحتم به ، كما في قول إبراهيم عليهالسلام : «والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي» (١).
وإذا كان لإجراء الظن على حقيقة هذه الوجوه فلا معنى لحمله على العلم وإن جاء ذلك ، كما قال دريد (٢) :
٥٩ ـ ولمّا رأيت الخيل قبلا كأنّها |
|
جراد تباري وجهة الريح مغتدي |
٦٠ ـ فقلت لهم : ظنّوا بألفي مدجّج |
|
سراتهم في الفارسيّ المسرّد (٣) |
(لا تَجْزِي). (٤٨)
لا تغني ، جزت : أغنت في الحجازية الفصحى ، وفي التميمية : أجزأت.
وقال المفضّل : تجزي : تقضي ، وتجزىء مهموزة تكفي وتغني ، والدليل على الأول قول أبي قيس بن الأسلت (٤) :
__________________
(١) سورة الشعراء : آية ٨٢.
(٢) دريد بن الصمة شاعر جاهلي من هوازن ، كان من الفرسان المعدودين ، أدرك الإسلام ولم يسلم.
(٣) البيتان من قصيدة له في رثاء أخيه عبد الله ، وهما في ديوانه ص ٤٧ ؛ وأمالي اليزيدي ص ٣٥. والثاني منهما في خزانة الأدب ١١ / ٢٧٩ ؛ ومجاز القرآن ١ / ٤٠ ؛ والبحر المحيط ١ / ١٨٥ ؛ وتفسير الماوردي ١ / ٢٦٥ ؛ وتفسير القرطبي ١ / ٣٧٥ ؛ وفصل المقال ص ٣٥٣ ؛ وتفسير ابن عطية ١ / ٢٠٦. وقوله المدجّج : الكامل السلاح ، والدرع الفارسي : المصنوع بفارس ، والمسرد : المحكم النسج.
(٤) اسمه صيفي من شعراء الجاهلية وكان يتأله في الجاهلية ويدعي الحنيفية ، وقيل إنه أسلم. والبيت الأول في خزانة الأدب ٣ / ٤١١ ؛ وهما في المفضليات ص ٢٨٤ ؛ والاقتضاب للبطليوسي ٣٥٨ ؛ وشرح المفضليات ٣ / ٤٠. يعني بالمستنّة كتيبة لها استنان إلى القتال ، وهو المدح والنشاط ، ويعني بالعرانين الرؤساء المتقدمين في الفضل والشجاعة ، والدّفاع : السيل الذي يندفع فلا يقدر على رده.