٦٨ ـ إلى الملك القرم وابن الهمام |
|
وليث الكتيبة في المزدحم (١) |
(فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ). (٥٤)
ذلك عقوبة للذين لم ينكروا العجل مع العلم بفساده كراهة القتال. وتأويله : قتل البعض بعضا والاستسلام للقتل ، ولا يجوز مباشرة كل واحد قتل نفسه ، لأنّ الأوامر الشرعية مصالح ، والمصلحة في المستقبل ، وليس للمرء بعد قتله نفسه حال يصلح فيها ، وإنما لم يسقط القتل بالتوبة لأنه وجب حدّ الإجزاء.
ـ وحكى الحكم بن عمر الرعيني قال : أرسلني خالد بن عبد الله القسري (٢) إلى قتادة (٣) أسأله عن حروف من القرآن منها قوله : فأقيلوا أنفسكم (٤) من الاستقالة.
والرواية المعروفة عن قتادة أنّهم غشيتهم ظلمة ، فقاموا يتناحرون بالشفار ، فلمّا بلغ الله نقمته منهم انجلت الظلمة ، وسقطت الشفار من أيديهم ، فكان ذلك للحي توبة وللميتين شهادة.
(ثُمَّ بَعَثْناكُمْ). (٥٦)
__________________
(١) البيت لم يعلم قائله ، وهو في معاني القرآن للفراء ١ / ١٠٥ ؛ وخزانة الأدب ١ / ٤٥١ ؛ والبحر المحيط ١ / ٢٠٢ ؛ وتفسير القرطبي ١ / ٣٩٩ ؛ وتفسير البيضاوي. راجع حاشية شيخ زاده ١ / ٩٦.
(٢) كان أمير العراقيين من جهة هشام بن عبد الملك ، وهو من خطباء العرب المشهورين بالفصاحة والبلاغة ، كان جوادا معطاء ، ثم عزل وولي مكانه يوسف بن عمر الثقفي.
(٣) قتادة بن دعامة السدوسي مفسر حافظ ضرير ، كان يضرب به المثل في حفظه وقال : ما قلت قط لمحدّث : أعد عليّ وما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي ، توفي سنة ١١٧ ه.
(٤) في المخطوطة [فاقتلوا] وهو تصحيف ، وقرأ قتادة [فأقيلوا]. راجع تفسير القرطبي ١ / ٤٠٢ ؛ والدر المصون ١ / ٣٦٥ ؛ وهي قراءة شاذة.