والرجز : العذاب. من الرجز هو داء يصيب الإبل ، وذلك العذاب أنهم طعنوا فهلك كبارهم.
وانفجار الماء من الحجر لا نقول : إنّه كان فيه فظهر ، ولكن إمّا أن يكون الله عزوجل يخلقه ويجريه ، أو يجعل بعض الأجسام المتصلة بذلك الحجر ماء بالأعراض المخلوقة فيه ؛ لأنّ الجواهر واحدة في الطينة ثم تختلف وتتبدّل بالأعراض المخلوقة فيها ، كما شرحنا هذا النوع من المعيّى في كتاب : «الغلالة في مسألة اليمين على شرب الماء ومن الكوز ، ولا ماء في الكوز».
وإنما جاء في الأعراف (فَانْبَجَسَتْ) ، (١) والانبجاس : رشح الماء. وههنا «انفجرت» وهو خروجه بكثرة وغزارة ؛ لأنّه انبجس الماء ابتداء ، ثم انفجر (٢). كما قال في العصا مرّة : إنها جانّ ـ وهي الحية الصغيرة ـ لأنّها ابتدأت كذلك ، ومرّة إنها ثعبان وهي الكبيرة لأنّها انتهت إليه.
(وَلا تَعْثَوْا). (٦٠)
عاث وعثا : إذا أفسد فساد خبط وعدوان ، وقال : (مُفْسِدِينَ) لأنّ بعض العيث باطنه صلاح ، كخرق الخضر السفينة وقتله للغلام.
(وَفُومِها). (٦١)
والفوم : الحنطة. حكى المبرد : فوّموا لنا ، وأنشد :
__________________
(١) وذلك في قوله تعالى : (فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً) آية ١٦٠.
(٢) قال أبو جعفر بن الزبير : إنّ الواقع في الأعراف طلب بني إسرائيل من موسى عليهالسلام السقيا ، قال الله تعالى : (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ) ، والوارد في البقرة طلب موسى عليهالسلام من ربّه ، قال الله تعالى : (وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ). فطلبهم ابتداء ، فأشبه الابتداء ، وطلب موسى عليهالسلام غاية لطلبهم ؛ لأنّه واقع بعده ومرتب عليه ، فناسب الابتداء الابتداء ، والغاية الغاية ، فقيل جوابا لطلبهم : (فَانْبَجَسَتْ) وقيل إجابة لطلبه : (فَانْفَجَرَتْ) ، وتناسب ذلك ، وجاء على ما يجب ، ولم يكن ليناسب العكس ، والله أعلم اه. راجع ملاك التأويل ١ / ٦٨.