قال وضّاح اليمن (١) :
٧٢ ـ صبا قلبي ومال إليك ميلا |
|
وأرّقني خيالك يا أثيلا |
٧٣ ـ يمانية تلمّ بنا فتبدي |
|
دقيق محاسن وتكنّ غيلا |
فعلى هذا سمّوا صابئين لأنّهم مالوا عن الأديان.
ويجوز أن يكون الصابي غير مهموز بمعنى المهموز ، إلا أنّه قلبت الهمزة ، وقلب الهمزة يجوز عند سيبويه ، وسيبويه (٢) لا يجيزه في غير الشعر.
قال أبو زيد (٣) : قلت لسيبويه : سمعت قريت وأخطيت ، قال : كيف تقول في المضارع؟
قلت : أقرأ ، فقال : حسبك (٤).
أي : كيف يصح همز بعض الأمثلة وقلب بعض؟
ـ وإنما ارتفع (وَلا خَوْفٌ) لأنّ الأحسن في لا نكرة أنّه إذا عطف على اسمها اسم أن يرتفعا على تقدير جواب السؤال ، قال :
__________________
(١) اسمه عبد الرحمن بن إسماعيل كان شاعرا حسن الصورة ، وكان من حسنه يتقنع في المواسم مخافة العين. وراجع أخباره في وفيات الوفيات. والبيتان أنشدهما في مدح الوليد بن عبد الملك ، وهما في وفيات الوفيات ٢ / ٢٧٤ ؛ شرح ديوان الحماسة ٢ / ٩٦. وفي المخطوطة : «لما نشدتكم بنا فندي» وهو تصحيف ، وأثيل : مرخم أثيلة وهي امرأة. تكنّ غيلا : تستر ما جلّ منها كالمعصم.
(٢) عمرو بن عثمان يكنى أبا بشر ، أخذ عن حمّاد بن سلمة والخليل بن أحمد وأبي زيد. وأخذ عنه الأخفش والنضر بن شميل. وله الكتاب في النحو. وتناظر مع الكسائي في المسألة الزنبورية الشهيرة وعلى أثرها توفي سنة ١٨٠ ه.
(٣) سعيد بن أوس الأنصاري ، أحد أئمة العربية وشيخ سيبويه ، وكان يقول : إذا قال سيبويه أخبرني الثقة فإيّاي يعني. له كتاب «النوادر» وقد طبع ، وكتاب «الهمزة» ذكر أنه عمله في ثلاثين سنة ، توفي سنة ٢١٥ ه ، وهو مطبوع.
(٤) انظر الخصائص ٣ / ١٥٤.