(لِلْفُقَراءِ). (٢٧٣)
أي : الصدقة للفقراء ، فيكون للفقراء نصبا على المفعول له.
(أُحْصِرُوا).
احتبسوا ، الكسائي : أحصروا ـ بالمرض والجراحات المثخنة في الجهاد ـ عن الضرب في الأرض ، لأنه لو كان من العدو لكان حصروا.
(لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً). (٢٧٣)
لا يكون منهم سؤال فيكون منهم إلحاف (١) ، إذ لو سألوا لم يحسبهم الجاهل بهم إلا أغنياء. وهذا كما قال :
٢٢٩ ـ ودوية لا يهتدي لمنارها |
|
إذا لوّح الصبح استحار دليلها |
٢٣٠ ـ تراه مرمى بالضحى فإذا دجا |
|
له الليل لم يشكل عليه سبيلها (٢) |
أي : ليس ثم منار يهتدي بها.
(يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ). (٢٧٥)
يضربه ويصرعه.
(مِنَ الْمَسِّ).
من الجنون (٣). وهذا الصرع ـ وإن كان بانسداد بطون الدماغ من الرطوبات الفجة سدا غير كامل ـ ولكن إضافته إلى الشيطان على مجاز إضافة الإغواء الذي يلقي المرء في مصارع وخيبة.
__________________
(١) أخرج مالك وأحمد وأبو داود والنسائي عن رجل من بني أسد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من سأل وله أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا». وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وابن ماجه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من سأل الناس تكثرا فإنما يسأل جمرا ، فليستقلّ أو ليستكثر».
(٢) البيتان في الحماسة البصرية ٢ / ٣٥٩ من غير نسبة.
(٣) أخرج الأصبهاني في ترغيبه عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يأتي آكل الربا يوم القيامة مختبلا يجر شقيه ، ثم قرأ : (لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ).