ليعود ما بعده من الضمائر إلى واحد منهما. أعني قوله : (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى) وقوله : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ).
(وَيَبْغُونَها عِوَجاً). (١٩)
يريدون غير الإسلام دينا.
وقيل : يؤوّلون القرآن تأويلا باطلا.
وتكرير (هُمْ) في قوله : (هُمْ كافِرُونَ) لتقرير التحذير ، وتأكيد القول ، كقول الهذلي :
٥١٥ ـ رفوني وقالوا يا خويلد لا ترع |
|
فقلت وأنكرت الوجوه : هم هم |
٥١٦ ـ فعاديت شيئا والدّريس كأنّما |
|
يزعزعه وعك من الموم مردم (١) |
(ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ). (٢٠)
أي : استماع الحق والاعتبار به بغضا له ، كقوله تعالى : (إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً)(٢) أي : لا تفعله.
(لا جَرَمَ). (٢٢)
أي : حقا.
وقيل : لا جرم : لا بدّ ، والجرم : القطع ، أي : لا قطع قاطع أن يكون كذا.
(وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ). (٢٣)
تخشعوا له واطمأنوا به.
__________________
(١) البيتان لأبي خراش الهذلي. وقوله : رفوني : سكنوني ، والدريس : الثوب الخلق ، والمردم : الملازم ، الموم : الحمى. وهما في شرح أشعار الهذليين ٣ / ١٢١٧ ؛ وتهذيب الألفاظ ص ١١١ ؛ والأغاني ٢١ / ٣٩ ؛ والمعاني الكبير ٢ / ٩٠٢.
(٢) سورة الكهف : آية ٦٧.