وكقول الشاعر :
٥٢٢ ـ تفور علينا قدرهم فنديمها |
|
ونفثأها عنّا إذا حميها غلا (١) |
وكقول الفرزدق :
٥٢٣ ـ وقدر فثأنا عليها بعدما غلت |
|
وأخرى حششنا بالعوالي تؤثّف (٢) |
(مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) (٤٠)
أي : ذكر وأنثى في حال ازدواجهما ، ولذلك حسن لفظ «اثنين» بعد «زوجين».
(مَجْراها وَمُرْساها). (٤١)
أي : إجراؤها وإرساؤها. بمعنى المصدر ، ويجوز بمعنى الوقت كالممسى والمصبح.
أي : بسم الله وقت إجرائها وإرسائها ، وإنما لم يجر مرسيها بالفتح.
وإن قرىء مجريها بالفتح (٣) ؛ لأنه يقال : جرت السفينة مجرى (٤) ، وأرساها الملّاح مرسى ؛ لأنها إذا أخذت في الجري لا ترسو بنفسها.
__________________
ـ عن العباس ١ / ٢٠٧ ؛ والوطيس : شبه التنور يسجر فيه ، ويضرب هذا مثلا لشدة الحرب التي يشبه حرّها حرّه ، وهذه اللفظة من فصيح الكلام وبديعه الذي لم يسمع من أحد قبل النبي صلىاللهعليهوسلم. راجع شرح مسلم للنووي ١٢ / ١١٦.
(١) البيت للنابغة الجعدي رضي الله عنه ، وبعده :
بطعن كتشهاق الجحاش شهيقه |
|
وضرب له ما كان من ساعد خلى |
وهو في ديوانه ص ١١٨ ؛ والعباب مادة فثأ ١ / ١٣٥ ؛ والمعاني الكبير ٢ / ٨٨٣ ؛ وأساس البلاغة ص ٣٣٤ ؛ واللسان فثأ. قوله : قدرهم أي حربهم ، وفثئت القدر : سكن غليانها.
(٢) البيت في ديوانه ص ٣٩٠ ؛ والمعاني الكبير ١ / ٣٧٤. وقوله : تؤثّف : تجعل لها أثافي. أي : موقد.
(٣) قرأ مَجْراها بالفتح حفص وحمزة والكسائي وخلف ، والباقون بالضم. الإتحاف : ٢٥٦.
(٤) لأنّ مفعل من الثلاثي بفتح الميم ومن الرباعي بضمها. ـ