وقيل : معناه : جعلها لكم مدّة أعماركم ، فاستعمر بمعنى : أعمره دارى عمرى : إذا جعلها له مدّة عمره.
وقيل : أطال أعماركم فيها ، بمنزلة عمّركم ، وكانت ثمود طويلة الأعمار ، فكانت إذا بنت من المدر انهدم وصاحبه حيّ ، فاتخذوا البيوت من الجبال (١).
(فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ). (٦٣)
أي : لا تزيدونني غير تخسير.
أي : لا تزيدونني لو اتّبعت دين آبائكم غير خساري.
وقيل : غير خساركم حين أنكرتم تركي دينكم.
(جاثِمِينَ). (٦٧)
هلكى ساقطين على الوجوه والرّكب.
(قالُوا سَلاماً). (٦٩)
على وجه التحية ، فقال :
(سَلامٌ) أجابهم بمثل تحيّتهم ، ونصب الأول بإيقاع القول ، أو المصدر من غير لفظ الفعل ؛ لأنّ السّلام قول ، ورفع الثاني على تقدير : وعليكم سلام ، أو على الحكاية كقوله : (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ)(٢).
(بِعِجْلٍ حَنِيذٍ). (٦٩)
__________________
(١) وحاصل الأقوال في الآية ثلاثة :
الأول : معناه : أعمركم فيها بأن جعلكم فيها مدة أعماركم. قاله مجاهد ، من قولهم : أعمر فلان فلانا داره ، فهي له عمرى.
والثاني : أمركم بعمارة ما تحتاجون إليه فيها من بناء مساكن وغرس أشجار. قاله علي بن عيسى.
والثالث : أطال فيها أعماركم. راجع تفسير الماوردي ٣ / ٢١٨.
(٢) سورة النمل : آية ٥٩.