الحنيذ : الحار. عن أبي علقمة النحوي (١) :
المشوي بالرضف في الحجارة المحماة. قال :
٥٢٤ ـ إذا ما اعتبطنا اللحم للضيف بالقرى |
|
حنذناه حتى مكّن اللحم أكله (٢) |
(نَكِرَهُمْ). (٧٠)
أنكرهم ، وقد جمعهما الأعشى :
٥٢٥ ـ وأنكرتني وما كان الذي نكرت |
|
من الحوادث إلا الشّيب والصّلعا (٣) |
(وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً). (٧٠)
أحسّ. وقيل : أضمر.
(فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ). (٧١)
ضحكت. أي : تعجبا من عزة قوم لوط وغفلتهم عمّا يحل بساحتهم.
وقيل : تعجبا من حياة الحنيذ حين مسحه جبريل عليهالسلام.
وقيل : كان ضحكها سرورا بالولد. كأنّه على التقديم والتأخير. أي : فبشرناها بإسحق ويعقوب فضحكت.
وقيل : بل سرورا بالسلامة من عذاب القوم ، فوصلوها بسرور آخر ، وهو البشارة بإسحاق.
ـ ومن قال إنّ «ضحكت» : حاضت ؛ لروعة ما سمعت من عذاب القوم ، أو حاضت مع الكبر لتوقن بالولد.
وارتفاع «يعقوب» بالابتداء ، وخبره الظرف المقدّم (٤) عليه. أي :
__________________
(١) مشتهر بكنيته ، وهو نحوي قديم العهد. كان يتقعّر في كلامه ، ويتعمّد الغريب الحوشي. نقل عنه الخليل في العين. انظر إنباه الرواة ٤ / ١٥٢.
(٢) البيت في تفسير الماوردي ٢ / ٢٢١ من غير نسبة.
(٣) البيت في ديوانه ص ١٠١ ؛ وإعراب القرآن للنحاس ٢ / ١٠٠ ؛ وتفسير الماوردي ٢ / ٢٢١ ؛ وتفسير القرطبي ٩ / ٦٦ ؛ والمحتسب ٢ / ٢٩٨.
(٤) قال أبو البقاء : فيه وجهان : أحدهما : هو مبتدأ وما قبله الخبر ، والثاني : هو مرفوع بالظرف. راجع إعراب القرآن ٢ / ٧٠٧.