التتبيب والتباب : الهلاك ، عن قتادة ، والخسران (١) ، عن مجاهد.
(لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ). (١٠٦)
الزفير : الصوت في الحلق ، والشهيق : في الصدر. قال الراجز :
٥٣٠ ـ حشرج في الجوف صهيلا أو شهق |
|
حتى يقال : ناهق وما نهق (٢) |
وقيل : إنّ الشهيق أخذ من شاهق الجبل ، والزفير أنكره. من الزفر وهو الحمل العظيم على الظهر.
(إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ). (١٠٧)
أي : من أهل التوحيد فيخرجهم من النار.
وقيل : إلا ما شاء ربك من أهل التوحيد ألا يدخلهم فيها ولا يخلدهم.
وقيل معناه : أنتم خالدون فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك من الزيادة عليها ، فيكون «إلا» بمعنى «سوى».
قال الفرّاء : هذا كقولك : عليك ألف درهم إلا ألفي القرض. فألفان زيادة بلا شك إذ الكثير لا يستثنى من القليل (٣).
وقيل : إلا ما شاء ربّك من مدّة كونهم في الدنيا وفي البرزخ الذي هو ما بين الحياة والموت ، ووقوفهم في العرصات.
__________________
(١) أخرج الطستي عن ابن عباس أنّ نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله تعالى : (وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ)؟ قال : غير تخسير ، قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :
هم جدعوا الأنوف فأرعبوها |
|
وهم تركوا بني سعد تبابا |
(٢) الرجز للعجاج ، وهو في تفسير القرطبي ٩ / ٩٨ ؛ والبحر المحيط ٥ / ٢٥١.
(٣) راجع معاني القرآن للفرّاء ٢ / ٢٨ ، والمؤلف قد تصرّف بالعبارة.