وتعليق الخلود بدوام السموات والأرض والمراد أبدا على عادة العرب في أمثاله.
قال زيد الخيل :
٥٣١ ـ لعمرك ما أخشى التّصعلك ما بقى |
|
على الأرض قيسيّ يسوق الأباعرا (١) |
وقال كثّير :
٥٣٢ ـ فأقسمت لا أنساك ما عشت ليلة |
|
وإن شحطت دار وشطّ مزارها |
٥٣٣ ـ وما استنّ رقراق السّراب وما جرى |
|
ببيض الرّبى إنسيّها ونوارها (٢) |
(غَيْرَ مَجْذُوذٍ). (١٠٨)
غير مقطوع.
(فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ). (١٠٩)
أي : لا تشكّ في قولهم.
(وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ).
لمّا بالتشديد بمعنى «إلا» (٣) كقوله تعالى : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ)(٤).
ألا ترى أنه في القسم كذلك ، تقول : نشدتك الله لمّا فعلت. أي : إلا فعلت.
بيان ذلك أنّ «لم» و «لا» كلتاهما للنفي ، فضمّت إلى إحداهما «ما» وإلى الأخرى «إن» وهما أيضا للنفي ، فتقاربتا وتعاقبتا.
__________________
(١) البيت في نوادر أبي زيد ص ٢٧٩ ؛ وتفسير القرطبي ٨ / ٣٢٠ ولم ينسبه المصحح.
(٢) البيتان في ديوانه ص ٩١ ؛ والحيوان للجاحظ ٤ / ٤٨٠. واستنّ السراب : اضطرب. والنّوار : النافر الذي لا يستأنس من الحيوان ، والأول في معجم البلدان ٢ / ٣٦٤.
(٣) قرأ ابن عامر وحفص وحمزة وأبو جعفر بتشديد «إنّ» و «لمّا».
(٤) سورة الطارق : آية ٤.