والفرّاء يقول : إنه لمما فحذفت إحدى الميمات لكثرتها (١).
والزجّاج يقول : إنها من لممت الشيء : إذا جمعته (٢) ، إلا أنها لم تصرف نحو : تترى وشتّى.
كأنه : وإنّ كلّا جميعا ليوفينّهم.
وابن السّراج يقول : لمّا فيه معنى الظرف ، وقد دخل الكلام اختصارا. كأنه : وإنّ كلا لمّا بعثوا ليوفيّنهم ربّك أعمالهم.
ـ ومن إشكال هذا الموضع ما حكي عن الكسائي وحمده على ذلك أبو عليّ أنه قال : ليس بتشديدلماعلم ، وإنما نقرأ كما أقرئنا.
وأمّا «لما» بالتخفيف (٣) فعلى أنّ «ما» بمعنى «من» كما في قوله تعالى : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ)(٤). أي : وإن كلا لمن ليوفينّهم.
وقيل : بل هو : «وإنّ كلّا لليوفينّهم» ، فاللام الأولى لام التأكيد دخل على خبر إنّ ، والثانية لام القسم ، فاحتيج إلى فاصل بينهما ، ففصل ب «ما» التي تدخل كثيرا في الكلام زيادة.
والفرق بين لام التأكيد والقسم : أنّ لام التأكيد تدخل على المستقبل.
(وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ).
زلف الليل : ساعاته. قال العجاج :
__________________
(١) راجع معاني القرآن ٢ / ٩.
(٢) وعبارة الزجاج : معناه : وإن كلا ليوفينهم جمعا ؛ لأنّ معنى اللمّ الجمع. يقال : لممت الشيء ألمّه لمّا : إذا جمعته. انظر معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٨٢.
(٣) قرأ نافع وابن كثير بتخفيف نون «إن» وميم «لما».
(٤) سورة النساء : آية ٣.