فقد قيل : إنه دعاء المسألة ، والمعنى : إنك عودتني إجابتك وإسعافك ، ولم تشقني بالرد والحرمان ، فهو توسل إليه تعالى بما سلف من إجابته وإحسانه ، كما حكي أن رجلا سأل رجلا وقال : أنا الذي أحسنت إليّ وقت كذا وكذا. فقال : مرحبا بمن توسل إلينا بنا ، وقضى حاجته. وهذا ظاهر هنا.
ويدل عليه : أنه قدم ذلك أمام طلبه الولد ، وجعله وسيلة إلى ربه ، فطلب منه أن يجاريه على عادته التي عوده : من قضاء حوائجه وإجابته إلى ما سأله.
ويدل عليه : أنه قدم ذلك أمام طلبه الولد ، وجعله وسيلة إلى ربه ، فطلب منه أن يجاريه وأما قوله تعالى : ١٧ : ١١٠ (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا ، فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) فهذا الدعاء المشهور ، وأنه دعاء المسألة ، وهو سبب النزول ، قالوا : «كان النبي صلىاللهعليهوسلم يدعو ربه ، فيقول مرة : يا الله ، ومرة : يا رحمن فظن الجاهلون من المشركين أنه يدعو إلهين ، فأنزل الله تعالى هذه الآية» قال ابن عباس : «سمع المشركون النبي صلىاللهعليهوسلم يدعو في سجوده : يا رحمن يا رحيم فقالوا : هذا يزعم أنه يدعو واحدا ، وهو يدعو مثنى مثنى. فأنزل الله هذه الآية (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ).
وقيل : إن الدعاء هاهنا بمعنى التسمية ، كقولهم : دعوت ولدي سعيدا. وادعه بعبد الله ونحوه. والمعنى : سموا ربكم الله أو سموه الرحمن : فالدعاء هاهنا بمعنى التسمية. وهذا قول الزمخشري. والذي حمله على هذا قوله : (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) فإن المراد بتعدده : معنى «أي» وعمومها هنا تعدد الأسماء ليس إلا. والمعنى : أي اسم سميتموه به من أسماء الله تعالى. إما الله وإما الرحمن فله الأسماء الحسنى ، أي فللمسمى سبحانه الأسماء الحسنى. والضمير في «له» يعود إلى