فصل
المسلك الحادي عشر : ان قريبا مصدر لا وصف وهو بمنزلة النقيض فجرد من التاء ، لأنك إذا أخبرت عن المؤنث بالمصدر لم تلحقه التاء. ولهذا تقول : امرأة عدل ، ولا تقول : عدلة ، وامرأة صوم وصلاة وصدق وبر ونظائره.
وهذا المسلك من أفسد ما قيل في : «قريب» فإنه لا يعرف استعماله مصدرا أبدا ، وإنما هو وصف والمصدر هو «قرب» لا «قريب».
فصل
المسلك الثاني عشر : أن فعيلا وفعولا مطلقا يستوي فيهما المذكر والمؤنث حقيقيا كان أو غير حقيقي ، كما قال امرؤ القيس :
برهرهة رودة رخصة |
|
كخرعوبة البانة المنفطر |
قطيع القيام ، فتور الكلام |
|
تفتر عن ذي عزوبخصر |
وقال أيضا :
له الويل إن أمسى ولا أم هاشم |
|
قريب ولا البسباسة ابنة يشكرا |
وقال جرير :
أتنفعك الحياة وأمّ عمرو |
|
قريب لا تزور ولا تزار؟ |
وقال جرير أيضا :
كأن لم نحارب يابثين لو أنها |
|
تكشف غماها وأنت صديق |
وقال أيضا :
دعون الهوى ثم ارتهن قلوبنا |
|
بأسهم أعداء ، وهن صديق |
قالوا : وشواهد ذلك كثيرة.