ينكره من لم يعرف لزوم ذلك ، ولا عرف حقيقة الحياة ولوازمها ، وكذلك سائر صفاته. فإن اسم «العظيم» له لوازم ينكرها من لم يعرف عظمة الله ولوازمها. وكذلك اسم «العلي» واسم «الحكيم» وسائر أسمائه. فإن من لوازم اسم «العلي» العلو المطلق ، بكل اعتبار. فله العلو المطلق من جميع الوجوه : علو القدر ، وعلو القهر ، وعلو الذات. فمن جحد علو الذات فقد جحد لوازم اسمه «العلي».
وكذلك اسمه «الظاهر» من لوازمه : ألا يكون فوقه شيء ، كما في الصحيح عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «وأنت الظاهر ، فليس فوقك شيء» بل هو سبحانه فوق كل شيء ، فمن جحد فوقيته سبحانه فقد جحد لوازم اسمه «الظاهر» ولا يصح أن يكون الظاهر هو من له فوقية فقط ، كما يقال : الذهب فوق الفضة ، والجوهر فوق الزجاج. لأن هذه الفوقية لا تتعلق بالظهور ، بل قد يكون المفوّق أظهر من الفائق فيها. ولا يصح أن يكون ظهور القهر والغلبة فقط ، وإن كان سبحانه ظاهرا بالقهر والغلبة ، لمقابلة الاسم ب «الباطن». وهو الذي ليس دونه شيء ، كما قابل «الأول» الذي ليس قبله شيء ، ب «الآخر» الذي ليس بعده شيء.
وكذلك اسم «الحكيم» من لوازمه ثبوت الغايات المحمودة المقصودة له بأفعاله ووضعه الأشياء في مواضعها ، وإيقاعها على أحسن الوجوه. فإنكار ذلك إنكار لهذا الإسم ولوازمه. وكذلك سائر أسمائه الحسنى.
فصل
إذا تقرر هذان الأصلان : فاسم «الله» دال على جميع الأسماء الحسنى ، والصفات العليا بالدلالات الثلاث ، فإنه دال على إلهيته المتضمنة لثبوت صفات الإلهية له ، مع نفي أضدادها عنه. وصفات الإلهية : هي صفات الكمال المنزهة عن التشبيه والمثال ، وعن العيوب والنقائص