والألطاف من ربهم ، ودخول ما يسرهم عليهم كل وقت.
وأيضا فيه إشارة إلى أنها دار أمن ، لا يحتاجون فيها إلى غلق الأبواب ، كما كانوا يحتاجون إلى ذلك في الدنيا.
وقد اختلف أهل العربية في الضمير العائد من الصفة على الموصوف في هذه الجملة. فقال الكوفيون : التقدير مفتحة لهم أبوابها. والعرب تعاقب بين الألف واللام والاضافة ، فيقولون : مررت برجل حسن العين ، أي عينه. ومنه قوله تعالى : (فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى) أي مأواه. وقال بعض البصريين : التقدير مفتحة لهم الأبواب منها. فحذف الضمير وما اتصل به. قال : وهذا التقدير في العربية أجود من أن يجعل الألف واللام بدلا من الهاء والألف. لأن معنى الألف واللام ليس من معنى الهاء والألف في شيء. لأن الهاء والألف اسم ، والألف واللام دخلتا للتعريف. فلا يبدل حرف من اسم ، ولا ينوب عنه.
قالوا : وأيضا لو كانت الألف واللام بدلا من الضمير لوجب أن يكون في «مفتحة» ضمير الجنات ، ويكون المعنى : مفتحة هي ، ثم أبدل منها الأبواب ولو كان كذلك لوجب نصب الأبواب ، لكون «مفتحة» قد رفع ضمير الفاعل فلا يجوز أن يرفع به اسم آخر ، لامتناع ارتفاع فاعلين بفعل واحد. فلما ارتفع «الأبواب» دل على أن «مفتحة» حال من ضمير ، و «الأبواب» مرتفعة يه. وإذا كان في الصفة ضمير تعين نصب الثاني ، كما تقول : مررت برجل حسن الوجه. ولو رفعت الوجه ونونت «حسنا» لم يجز. فالألف واللام إذا للتعريف ليس إلا ، فلا بد من ضمير يعود على الموصوف الذي هو «جنات عدن» ولا ضمير في اللفظ. فهو محذوف ، تقديره : الأبواب منها.
وعندي أن هذا غير مبطل لقول الكوفيين. فإنهم لم يريدوا بالبدل إلا أن الألف واللام خلف وعوض عن الضمير تغني عنه. وإجماع العرب على قولهم : حسن الوجه ، وحسن وجهه : شاهد بذلك. وقد قالوا : إن التنوين