الخامس عشر : أنهم لم يماروه صلوات الله وسلامه عليه على رؤية ربه ، ولا أخبرهم بها لتقع مماراتهم له عليها. وإنما ماروه على رؤية ما أخبرهم من الآيات التي أراه الله إياه. ولو أخبرهم برؤية الرب تعالى لكانت مماراتهم له عليهم أعظم من مماراتهم على رؤية المخلوقات.
السادس عشر : أنه سبحانه قرر صحة ما رآه. وأن مماراتهم له على ذلك باطلة بقوله : (لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى) ولو كان المرئي هو الرب سبحانه وتعالى والمماراة على ذلك منهم : لكان تقرير تلك الرؤية أولى ، والمقام إليها أحوج. والله أعلم.
قول الله تعالى ذكره :
(أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى (١٢))
والمأوى مفعل عن أوى يأوي ، إذا انضم إلى المكان وصار إليه ، واستقر به وقال عطاء عن ابن عباس : هي الجنة التي يأوي إليها جبريل والملائكة.
وقال مقاتل والكلبي : هي الجنة تأوي إليها أرواح الشهداء.
وقال كعب : جنة المأوى جنة فيها طير خضر ، ترتع فيها أرواح الشهداء وقالت عائشة رضي الله عنها وزرّ بن حبيش : هي جنة من الجنان.
والصحيح : أنه اسم من أسماء الجنة ، كما قال تعالى : ٧٩ : ٤٠ ، ٤١ (وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى) وقال في النار : ٧٩ : ٣٩ (فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى) وقال : (وَمَأْواكُمُ النَّارُ).
يقول الله تعالى ذكره :
(الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ (٣٢))