اللمم : طرف من الجنون. ورجل ملموم. أي به لمم. ويقال أيضا : أصابت فلانا من الجن لمّة. وهو المس ، والشيء القليل. قاله الجوهري.
قلت : وأصل اللفظة من المقاربة. ومنه قوله تعالى : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ).
وهي الصغائر. قال ابن عباس رضي الله عنهما : ما رأيت أشبه باللمم مما قال أبو هريرة رضي عنه «إن العين تزني ، وزناها النظر ، واليد تزني ، وزناها البطش والرجل تزني ، وزناها المشي ، والفم يزني وزناه القبل».
ومنه. ألمّ بكذا. أي قاربه ودنا منه. وغلام ملمّ ، أي قارب البلوغ وفي الحديث «إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم» أي يقرب من ذلك.
قول الله تعالى :
٥٣ : ٥٩ ـ ٦١ (أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ وَأَنْتُمْ سامِدُونَ).
قال عكرمة عن ابن عباس : السمود : الغناء في لغة حمير ، يقال : اسمدي لنا ، أي غنّي لنا. وقال أبو زبيد :
وكأن العزيف فيها غناء |
|
للنّدامى من شارب مسمود |
قال أبو عبيدة : المسمود : الذي غنّي له. وقال عكرمة : كانوا إذا سمعوا القرآن تغنّوا. فنزلت هذه الآية.
وهذا لا يناقض ما قيل في هذه الآية من أن السمود : هو الغفلة والسهو عن الشيء.
قال المبرد : هو الاشتغال عن الشيء بهمّ أو فرح يتشاغل به. وأنشد :