قول الله تعالى ذكره :
(فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ (٧٠))
فالخيرات : جمع خيرة ، وهي مخففة ، من خيّرة كسيّدة ولينة ، و «حسان» جمع حسنة. فهن خيرات الصفات والأخلاق والشيم ، حسان الوجوه. قال وكيع : حدثنا سفيان عن جابر عن القاسم عن أبي برزة عن أبي عبيدة عن مسروق عن عبد الله قال : «لكل مسلم خيّرة ، ولكل خيّرة خيمة ، ولكل خيمة أربعة أبواب ، يدخل عليها في كل يوم من كل باب تحفة وهدية وكرامة ، لم تكن قبل ذلك. لا ترحات ولا ذفرات ، ولا بخرات ولا طماحات».
قول الله تعالى ذكره :
(حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ (٧٢))
المقصورات : المحبوسات. قال أبو عبيدة : خدرن في الخيام. وكذلك قال مقاتل في الخيام. وفيه معنى آخر. هو أن يكون المراد أنهن محبوسات على أزواجهن لا يرين غيرهم ، وهم في الخيام. وهذا معنى قول من قال : قصرن على أزواجهن ، فلا يرين غيرهم ، ولا يطمحن إلى من سواهم ، وذكره الفراء.
قلت : وهذا معنى «قاصرات الطرف» لكن أولئك قاصرات بأنفسهن ، وهؤلاء مقصورات ، وقوله : «في الخيام» على هذا القول : صفة لحور. أي هن في الخيام. وليس معمول لمقصورات ، وكأن أرباب هذا القول فسروه بأن يكن محبوسات في الخيام لا يفارقنها إلى الغرف والبساتين.
وأصحاب القول الأول : يجيبون عن هذا : بأن الله سبحانه وصفهن بصفات النساء المخدرات المصونات. وذلك أجمل في الوصف. ولا يلزم من ذلك أنهن لا يفارقن الخيام إلى الغرف والبساتين ، كما أن نساء الملوك