والشكر فقرن الشكر بكلمة الترجي دون التكبير فقال : ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون كما قال : في اول الآيات : لعلكم تتقون .
( بحث روائي )
في الحديث القدسيَّ ، قال الله تعالى : الصوم لي وأنا اجزي به .
أقول : وقد رواه الفريقان على اختلاف يسير ، والوجه في كون الصوم لله سبحانه أنه هو العبادة الوحيدة التي تألفت من النفي ، وغيره كالصلوة والحج وغيرهما متألف من الإِثبات أو لا يخلو من الاثبات ، والفعل الوجودي لا يتمحض في إِظهار عبودية العبد ولا ربوبية الرب سبحانه ، لأنه لا يخلو عن شوب النقص المادي وآفة المحدودية وإثبات الإِنية ويمكن أن يجعل لغيره تعالى نصيب فيه كما في موارد الرياء والسمعة والسجدة لغيره بخلاف النفي الذي يشتمل عليه الصوم بالتعالي عن الإِخلاد إلى الأرض والتنزه بالكف عن شهوات النفس فان النفي لا نصيب لغيره تعالى فيه لكونه أمراً بين العبد والرب لا يطلع عليه بحسب الطبع غيره تعالى ، وقوله أنا اجزي به ، إِن كان بصيغة المعلوم كان دالا على انه لا يوسط في إعطاء الاجر بينه وبين الصائم أحداً كما أن العبد يأتي بما ليس بينه وبين ربه في الاطلاع عليه أحد نظير ما ورد : ان الصدقة إِنما يأخذها الله من غير توسيطه أحداً ، قال تعالى ؟ « وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ » التوبة ـ ١٠٤ ، وإن كان بصيغة المجهول كان كناية عن أن أجر الصائم القرب منه تعالى .
وفي الكافي عن الصادق عليهالسلام : كان رسول الله أول ما بعث يصوم حتى يقال : ما يفطر ، ويفطر حتى يقال ، ما يصوم ، ثم ترك ذلك وصام يوماً وأفطر يوماً وهو صوم داود ، ثم ترك ذلك وصام الثلاثة الايام الغر ، ثم ترك ذلك وفرّقها في كل عشرة يوماً خميسين بينهما اربعاء فقبض صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو يعمل ذلك .
وعن عنبسة العابد ، قال : قبض رسول الله على صيام شعبان ورمضان وثلاثة أيام من كل شهر .
أقول
: والاخبار من طرق أهل البيت كثيرة في
ذلك وهو الصوم المسنون الذي