وقد قيل : إِن هذه الآية : واتقوا يوماً ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ، آخر آية نزلت على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وسيجيء ما يدل عليه من الروايات في البحث الروائي التالي .
( بحث روائي )
في تفسير القمي في قوله تعالى : الذين يأكلون الربا الآية ، عن الصادق عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لما أُسري بي إِلى السماء رأيت قوماً يريد أحدهم أن يقوم فلا يقدر أن يقوم من عظم بطنه ، فقلت : من هؤلاء يا جبرائيل ؟ قال هؤلاء الذين يأكلون الربا لا يقومون إِلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ، وإِذا هم بسبيل آل فرعون : يعرضون على النار غدواً وعشياً ، ويقولون ربنا متى تقوم الساعة .
اقول : وهو مثال برزخي وتصديق لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : كما تعيشون تموتون وكما تموتون تبعثون .
وفي الدر المنثور أخرج الاصبهاني في ترغيبه عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يأتي آكل الربا يوم القيامة مختبلاً يجر شقيه ، ثم قرأ : لا يقومون إِلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس .
اقول : وقد ورد في عقاب الربا روايات كثيرة من طرق الشيعة وأهل السنة ، وفي بعضها أنه يعدل سبعين زنية يزنيها المرابي مع أُمه .
وفي التهذيب بإِسناده عن عمر بن يزيد بياع السابري قال : قلت لابي عبد الله عليهالسلام : جعلت فداك إِن الناس زعموا ان الربح على المضطر حرام فقال : وهل رأيت احداً اشترى غنياً أو فقيراً إِلا من ضرورة ؟ يا عمر قد احل الله البيع وحرم الربا ، فاربح ولا ترب . قلت : وما الربا ؟ قال : دراهم بدراهم مثلين بمثل ، وحنطة بحنطة مثلين بمثل .
وفي الفقيه بإِسناده عن عبيد بن زرارة عن ابي عبد الله عليهالسلام قال : لا يكون الربا إِلا فيما يكال أو يوزن .
اقول : وقد اختلف فيما يقع فيه الربا على أقوال والذي هو مذهب أهل البيت عليهم السلام ؟ انه إِنما يكون في النقدين وما يكال أو يوزن ، والمسألة فقهية لا يتعلق منها غرضنا إِلا بهذا المقدار .