هذا كتاب الله حكم عدل وناطق فصل يقول : ( يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ) (١) ويقول : ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ) (٢) وبيّن عزّوجلّ فيما وزّع من الأقساط وشرع من الفرائض والميراث وأباح من حظّ الذكران والاُناث ما أزاح به علّة المبطلين وأزال التظنين والشبهات في الغابرين ، كلاّ ( بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ ) (٣).
وناشدت الأنصار مشيرةً إلىٰ حقّ علي عليهالسلام في خلافة الرسول صلىاللهعليهوآله قائلة : « ألا وقد أرى قد أخلدتم إلىٰ الخفض ، وأبعدتم من هو أحقّ بالبسط والقبض ، وخلوتم بالدعة ، ونجوتم بالضيق من السعة ، فمججتم ما وعيتم ، ودسعتم الذي تسوّغتم ( إِن تَكْفُرُوا أَنتُمْ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ ) (٤).
ثمّ عطفت علىٰ قبر النبي صلىاللهعليهوآله قائلةً :
قد كان بعدك أنباء وهنبثة |
|
لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب |
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها |
|
واختلّ قومك فأشهدهم فقد نكبوا |
قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا |
|
فغبت عنّا فكلّ الخير محتجب |
وكنت بدراً ونوراً يُستضاء به |
|
عليك تنزل من ذي العزّة الكتب |
تجهّمتنا رجال واستُخِفّ بنا |
|
بعد النبي صلىاللهعليهوآله وكلّ الإرث مغتصب |
سيعلم المتولّي ظلم حامتنا |
|
يوم القيامة أنّىٰ سوف ينقلب |
_____________
(١) سورة مريم : ١٩ / ٦.
(٢) سورة النمل : ٢٧ / ١٦.
(٣) سورة يوسف : ١٢ / ١٨.
(٤) سورة إبراهيم : ١٤ / ٨.