كالشمس الضاحية بأني ابنته ! أيها المسلمون ، أأُغلب علىٰ إرثي ؟! يا بن أبي قحافة ، أفي كتاب الله ترث أباك ولا أرث أبي ؟ لقد جئت شيئاً فريّاً ، أفعلىٰ عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول : ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ) (١) وقال فيما اقتضىٰ من خبر يحيىٰ بن زكريا إذ قال : ( فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ) (٢) ، وقال : ( وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ) (٣) ، وقال : ( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ) (٤) ، وقال : ( إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ) (٥) ، وزعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي ولا رحم بيننا ، أفخصّكم الله بآية أخرج أبي منها ؟ أم تقولون أنّا أهل ملّتين لا يتوارثان ؟ أو لست أنا وأبي من أهل ملّة واحدة ؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمّي ! فدونكهما مخطومة مرحولة ، تلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم الله والزعيم محمّد صلىاللهعليهوآله والموعد القيامة وعند الساعة يخسر المبطلون ... ».
وقالت عليهاالسلام : « سبحان الله ما كان أبي رسول الله صلىاللهعليهوآله عن كتاب الله صادفاً ، ولا لأحكامه مخالفاً ، بل يتّبع أثره ، ويقفو سوره ، أفتجمعون إلىٰ الغدر اعتلالاً عليه بالزور ، وهذا بعد وفاته شبيه بما بغي له من الغوائل في حياته ،
_____________
(١) سورة النمل : ٢٧ / ١٦.
(٢) سورة مريم : ١٩ / ٥ ـ ٦.
(٣) سورة الأنفال : ٨ / ٧٥.
(٤) سورة النساء : ٤ / ١١.
(٥) سورة البقرة : ٢ / ١٨٠.