الله في النساء ، واستوصوا بهن خيراً » (١) ، وقال صلىاللهعليهوآله : « المرأة ريحانة » (٢) ، وقال أيضاً : « من أخلاق الأنبياء حبّ النساء » (٣) بل تكلّلت تلك الأحاديث الشريفة الموصية بالمرأة بقوله صلىاللهعليهوآله : « حُبِّب إليَّ من دنياكم النساء والطيب ، وجعلت قرّة عيني في الصلاة » (٤) فموقع المرأة في نظر الإسلام يتوسّط أمرين ومحاط بركنين أساسيين ، وهما الركن الدنيوي الممثّل لقمّة الحياة وهو عصارة جمال الطبيعة المتمثّل بالطيب والركن الآخر ، وهو الصلاة التي تمثّل صميم الإسلام وعمود الدين ، إذن فالمرأة المتوسطة في المنظور النبوي الشريف بين الطيب والصلاة ما هي إلّا المرأة المؤمنة والمحبّة للّه ورسوله وأهل بيته الطاهرين ، والتي هي ريحانة لأُمّها وأبيها ، والحبيبة لزوجها والمعاضدة له في رحلة الحياة الشاقّة ، والملهمة لأبنائها ، والمربية المرشدة والصانعة لأجيال المستقبل.
والمرأة الطاهرة هي الكائن الوحيد الذي باستطاعته أن يرفد المجتمع بالأفراد الصالحين ، ليتمكّن من خلالهم السير علىٰ طريق الاستقامة والقيم الإنسانية السامية.
إن وظيفة الاُمومة تُعد من أصعب وأشرف وظائف المرأة ، ولذا فليس من السهل حصر حقوق الاُمهات في دائرة معيّنة ، بل إنّ أداء حقّها يعدّ من الصعوبة
_____________
(١) تحف العقول / الحسن ابن شعبة الحرّاني : ٣٠ خطبة الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله في حجّة الوداع ، ط : مؤسسة الأعلمي.
(٢) تحف العقول / الحسن ابن شعبة الحرّاني : ٦٣ ، فقرة من كتاب أمير المؤمنين إلى ابنه الحسن عليهماالسلام (باب وصايا أمير المؤمنين عليهالسلام).
(٣) الكافي / الكليني ٥ : ٣٢٠ / ١ باب حبّ النساء من كتاب النكاح.
(٤) كنز العمال ٧ : ٢٨٨ / ١٨٩١٣ باب فضائل الصلاة.