إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ » (١) وقد أدخلت أنت بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله الرجال بغير إذنه وقد قال الله عز وجل « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ » (٢) ولعمري
______________________________________________________
تتوقع في ذلك عند ضريحه المقدس وعدم الإذن وعدم الجواز للاشتمال على المفسدة ، ومخالفة التقية التي أمر الرسول بها وأمثال ذلك من التورية والتأويل ، ويدل على عدم جواز دخول بيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي دفن فيه لمن لا يعلم الإذن بل غيره من الأئمة المدفونين في بيوتهم إلا أن يقال : إذنهم في الزيارة من قرب بالهيئات المنقولة إذن في الدخول ، مع أنهم عليهمالسلام رخصوا لشيعتهم في التصرف في أموالهم في حال غيبتهم ، ويدل على أن الآية شاملة لما بعد الوفاة أيضا أو يثبت ذلك بقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : حرمة المؤمن ميتا كحرمته حيا كما يومئ عليهالسلام إليه آخرا.
والمراد بالرجال أبو بكر وعمر والحفارون والذين حملوهما ودفنوهما فيه ، وتسمية عمر فاروقا على التهكم ونسبته إلى أبي بكر للاتحاد الذي كان بينهما في الشقاوة والمعاونة في غصب حقوق أهل بيت العصمة ، وأنه كان وزيره ومشيرة أو لتسمية أبي بكر إياه فاروقا ونسبة الفعل إليهما ، لأن دفنهما كان بوصيتهما ورضاهما والاستدلال لقبح ضرب المعاول بالنهي عن رفع الصوت بالقياس بالطريق الأولى ، أو منصوص العلة ، إذ يظهر من الآية أن العلة في ذلك رعاية الأدب والإكرام والاحترام الذي يجب رعايته له ، فيدل على قبح رفع الصوت عند ضريحه المقدس بغير ضرورة بل رفع الصوت في الزيارة عنده وعند ضرائح الأئمة من أهل بيته بحيث يخرج عن الآداب ، لما ورد من أن حرمتهم واحدة وحقهم واحد.
__________________
وألقت خمارها وكشفت قناعها :
فألقت عصاها واستقر بها النوى |
|
كما قرّ عينا بالإياب المسافر |
وقال ابن برى : هذا البيت لعبد ربه السلمي ويقال لسليم بن ثمامة الحنفي وكان هذا الشاعر سبر امرأة من اليمامة إلى كوفة ... ـ إلى أن قال ـ .... وقوله : فألقت عصاها واستقرّ بها النوى يضرب هذا مثلا لكلّ من وافقه شىء فأقام عليه.
(١) سورة الأحزاب : ٥٣.
(٢) سورة الحجرات : ٣.