أنت على حالك من الزراعة والعمارة؟ ولا رخصة لك في العود إليها وعليك ردما انتفعت به من غلات هذه الارض ليبنى فيهامسجد وقل لحسن بن مسلم إن هذه ارض شريفة قد اختارها الله تعالى من غيرها من الاراضي وشرفها ، وأنت قد أضفتها إلى ارضك. وقد جزاك الله بموت ولدين لك شابين ، فلم تنتبه من غفلتك ، فان لم تفعل ذلك لاصابك من نقمة الله من حيث لا تشعر.
قال حسن بن مثلة : [ قلت ] يا سيدي لا بد لي في ذلك من علامة ، فان القوم لا يقبلون مالا علامة ولا حجة عليه ، ولا يصدقون قولي ، قال : إنا سنعلم هناك فاذهب وبلغ رسالتنا ، واذهب إلى السيد ابي الحسن وقل له : يجيئ ويحضره ويطالبه بما أخذ من منافع تلك السنين ، ويعطيه الناس حتى يبنوا المسجد ، ويتم ما نقص منه من غلة رهق ملكنا بناحية أردهال ويتم المسجد ، وقد وقفنا نصف رهق على هذا المسجد ، ليجلب غلته كل عام ، ويصرف إلى عمارته.
وقل للناس : ليرغبوا إلى هذا الموضع ويعزروه ويصلوا هنا اربع ركعات للتحية في كل ركعة يقرأ سورة الحمد مرة ، وسورة الاخلاص سبع مرات ويسبح في الركوع والسجود سبع مرات ، وركعتان للامام صاحب الزمان عليهالسلام هكذا : يقرأ الفاتحة فاذا وصل إلى « إياك نعبد وإياك نستعين » كرره مائة مرة ثم يقرؤها إلى آخرها وهكذا يصنع في الركعة الثانية ، ويسبح في الركوع و السجود سبع مرات ، فاذا أتم الصلاة يهلل (١) ويسبح تسبيح فاطمة الزهراء عليهاالسلام فاذا فرغ من التسبيح يسجد ويصلي على النبي وآله مائة مرة ، ثم قال عليهالسلام : ما هذه حكاية : فمن صلاها فكأنما في البيت العتيق.
قال حسن بن مثلة : قلت في نفسي كأن هذا موضع أنت تزعم أنماهذا المسجد للامام صاحب الزمان مشيرا إلى ذلك الفتى المتكئ على الوسائد فأشار ذلك الفتى إلي أن اذهب.
فرجعت فلما سرت بعض الطريق دعاني ثانية ، وقال : إن في قطيع جعفر
____________________
(١) الظاهر أنه يقول : « لا إله الا الله وحده وحده » منه رحمهالله.