يدي وصدروني في مجلسهم ، وأكرموني غاية الاكرام ، وأخذوا لباسي تبركا به وكسوني ألبسة جديدة فاخرة ، واضافوني يومين وليلتين.
فلما كان اليوم الثالث أعطوني عشرة توامين ، ووجهوا معي ثلاثة منهم حتى أدركت القافلة.
الحكاية الثانية والعشرون
السيد الشهيد القاضي نور الله الشوشتري في مجالس المؤمنين في ترجمة آية الله العلامة الحلي قدسسره أن من جملة مقاماته العالية ، أنه اشتهر عند أهل الايمان أن بعض علماء أهل السنة ممن تتلمذ (١) عليه العلامة في بعض الفنون ألف كتابا في رد الامامية ، ويقرء للناس في مجالسه ويضلهم ، وكان لا يعطيه أحدا خوفا من أن يرده أحد من الامامية ، فاحتال رحمهالله في تحصيل هذا الكتاب إلى أن جعل تتلمذه عليه وسيلة لاخذه الكتاب منه عارية ، فالتجأ الرجل واستحيى من رده وقال : إني آليت على نفسي أن لا أعطيه أحدا أزيد من ليلة ، فاغتنم الفرصة في هذا المقدار من الزمان ، فأخذه منه وأتى به إلى بيته لينقل منه ما تيسر منه.
فلما اشتغل بكتابته وانتصف الليل ، غلبه النوم ، فحضر الحجة عليهالسلام وقال : ولني الكتاب وخذ في نومك فانتبه العلامة وقد تم الكتاب باعجازه عليهالسلام (٢).
وظاهر عبارته يوهم أن الملاقاة والمكالمة كان في اليقظة وهو بعيد والظاهر أنه في المنام والله العالم.
____________________
(١) هذا هو الصحيح ، يقال : تلمذ له وتتلمذ : صار تلميذا له ، والتلميذ المتعلم والخادم ، وعن بعضهم هو الشخص الذي يسلم نفسه لمعلم ليعلمه صنعته سواء كانت علما أو غيره فيخدمه مدة حتى يتعلمها منه ، وأما ما في الاصل المطبوع « تلمذ » بتشديد الميم فهو من الاغلاط المشهورة.
(٢) ورأيت هذه الحكاية في مجموعة كبيرة ، من جمع الفاضل الالمعى على بن أبراهيم المازندراني وبخطه ، وكان معصاصرا للشيخ البهائي رحمهالله ، هكذا :