من كوفتكم ، فيقتلون قتالا لم يقتتل مثله منذ خلق الله عزوجل العالمين فكأني أنظر إلى أصحاب علي أمير المؤمنين عليهالسلام قد رجعوا إلى خلفهم القهقرى مائة قدم وكاني أنظر إليهم وقد وقعت بعض أرجلهم في الفرات.
فعند ذلك يهبط الجبار عزوجل في ظلل من الغمام ، والملائكة ، وقضي الامر رسول الله صلىاللهعليهوآله أمامه بيده حربة من نور فإذا نظر إليه إبليس رجع القهقرى ناكصا على عقبيه فيقولون له أصحابه : أين تريد وقد ظفرت؟ فيقول : إني أرى ما لاترون إني أخاف الله رب العالمين ، فيلحقه النبي صلىاللهعليهوآله فيطعنه طعنة بين كتفيه ، فيكون هلاكه وهلاك جميع أشياعه ، فعند ذلك يعبدالله عزوجل ولا يشرك به شيئا ويملك أمير المؤمنين عليهالسلام أربعا وأربعين ألف سنة حتى يلد الرجل من شيعة علي عليهالسلام ألف ولد من صلبه ذكرا وعند ذلك تظهر الجنتان المدهامتان عند مسجد الكوفة وما حوله له بما شاء الله.
بيان : هبوط الجبار تعالى كناية عن نزول آيات عذابه وقد مضى تأويل الآية المضمنة في هذا الخبر في كتاب التوحيد (١) وقد سبق الرواية عن الرضا عليهالسلام هناك أنها هكذا نزلت « إلا أن يأتيهم الله بالملائكة في ظلل من الغمام » وعلى هذا يمكن أن يكون الواو في قوله « والملائكة » هنا زائدا من النساخ.
١٣ ـ خص : بهذا الاسناد ، عن عبدالله بن القاسم ، عن الحسين بن أحمد المنقري ، عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن الذي يلي حساب الناس قبل يوم القيامة الحسين بن علي عليهماالسلام ، فأما يوم القيامة فانما هو بعث إلى الجنة وبعث إلى النار.
١٤ ـ خص : سعد ، عن ايوب بن نوح والحسن بن علي بن عبدالله معا ، عن العباس بن عامر ، عن سعيد ، عن داود بن راشد ، عن حمران ، عن أبي جعفر عليهالسلام
____________________
(١) راجع ج ٣ ص ٣١٩ من الطبعة الحديثة ، فنقل عن الطبرسي في قوله تعالى « هل ينظرون الا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام » البقرة : ٢١٠ ، أنه قال : أي هل ينتظر هؤلاء المكذبون بآيات الله الا أن يأتيهم أمر الله ، أو عذاب الله ، في ستر من السحاب وقيل معناه ما ينتظرون الا أن يأتيهم جلائل آيات الله غير أنه ذكر نفسه تفخيما للايات.