علي بن جعفر قال سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فإنما هي رحمة من الله تبارك وتعالى ساقها إليه فإن قبل ذلك فقد وصله بولايتنا وهو موصول بولاية الله وإن رده عن حاجته وهو يقدر على قضائها سلط الله عليه شجاعا من نار ينهشه في قبره إلى يوم القيامة مغفورا له أو معذبا فإن عذره الطالب كان
______________________________________________________
« فإن قبل ذلك فقد وصله » الضمير المنصوب في وصله راجع إلى مصدر قبل والولاية بالكسر والفتح المحبة والإضافة في الموضعين إلى الفاعل ، ويحتمل الإضافة إلى المفعول أيضا ، أي يصير سببا لقبول ولايته لنا وكما لها ، ومغفورا حال مقدرة عن مفعول ينهشه.
قوله عليهالسلام : فإن عذره الطالب ، قال في المصباح : عذرته فيما صنع عذرا من باب ضرب رفعت عنه اللوم فهو معذور ، أي غير ملوم ، وأعذرته بالألف لغة ، وقوله : كان أسوأ حالا ، يحتمل وجهين : الأول : أن يكون اسم كان ضميرا راجعا إلى المعذور وكونه أسوأ حالا لأنه حينئذ يكون الطالب من كمل المؤمنين ورد حاجته يكون أقبح وأشد وبعبارة أخرى لما كان العاذر لحسن خلقه وكرمه أحق بقضاء الحاجة ممن لا يعذر فرد حاجته أشنع ، والندم عليه أدوم والحسرة عليه أعظم ، أو لأنه إذا عذره لا يشكوه ولا يغتابه ، فيبقى حقه عليه سالما إلى يوم الحساب ، ويروي عن بعض الفضلاء ممن كان قريبا من عصرنا أنه قال : المراد بالعذر إسقاط حق الآخرة وكونه أسوأ لأنه زيدت عليه المنة ولا ينفعه ، وقال بعض الأفاضل من تلامذته لتوجيه كلامه : هذا مبني على أن عذاب القبر لا يسقط بإسقاطه إذ هو حق الله كما صرح به الشيخ قدس الله روحه في الاقتصاد ، حيث قال : كل حق ليس لصاحبه قبضه ليس له إسقاطه كالطفل والمجنون لما لم يكن لهما استيفاؤه لم يكن لهما إسقاطه ، والواحد منا لما لم يكن له استيفاء ثوابه وعوضه في الآخرة لم يسقط بإسقاطه ، فعلم بذلك أن الإسقاط تابع للاستيفاء فمن لم يملك أحدهما لم يملك