من أخرجها من ضلال إلى هدى فكأنما أحياها ومن أخرجها من هدى إلى ضلال فقد قتلها.
______________________________________________________
منهم روي ذلك عن أبي عبد الله عليهالسلام. ثم قال : وأفضل من ذلك أن يخرجها من ضلال إلى هدى.
وثانيها : أن من قتل نبيا أو إمام عدل فكأنما قتل الناس جميعا ، أي يعذب عليه كما لو قتل الناس كلهم ، ومن شد على عضد نبي أو إمام عدل فكأنما أحيى الناس جميعا في استحقاق الثواب عن ابن عباس.
وثالثها : أن معناه من قتل نفسا بغير حق فعليه مأثم كل قاتل من الناس لأنه سن القتل وسهلة لغيره فكأنه بمنزلة المشارك ، ومن زجر عن قتلها لذلك بما فيه حياتها على وجه يقتدى به فيه بأن يعظم تحريم قتلها كما حرمه الله فلم يقدم على قتلها لذلك فقد أحيى الناس بسلامتهم منه ، فذلك إحياؤها إياها.
ورابعها : أن المراد فكأنما قتل الناس جميعا عند المقتول « وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً » عند المستنقذ.
وخامسها : أن معناه يجب عليه من القصاص بقتلها مثل الذي يجب عليه لو قتل الناس جميعا ومن عفا عن دمها وقد وجب القود عليها كان كما لو عفا عن الناس جميعا والإحياء هنا مجاز لأنه لا يقدر عليه إلا الله تعالى.
وأقول : تطبيق التأويل المذكور في الخبر على قوله تعالى : « بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ » يحتاج إلى تكلف كثير ، ولذا لم يتعرض الطبرسي (ره) له ، ويمكن أن يكون المراد أن نزول الآية إنما هو في إذهاب الحياة البدني لكن يظهر منها حال إذهاب الحياة القلبي والروحاني بطريق أولى ، وبعبارة أخرى دلالة الآية على الأول دلالة مطابقية وعلى الثاني التزامية ولذا قال عليهالسلام : من أخرجها من ضلال إلى هدى فكأنما أحياها ولم يصرح بأن هذا هو المراد بالآية وكذا عبر في الأخبار