قال قام رجل يقال له همام وكان عابدا ناسكا مجتهدا إلى أمير المؤمنين عليهالسلام وهو يخطب فقال يا أمير المؤمنين صف لنا صفة المؤمن كأننا ننظر إليه فقال :
يا همام المؤمن هو الكيس الفطن بشره في وجهه وحزنه في قلبه أوسع
______________________________________________________
هُمْ مُحْسِنُونَ » فلم يقنع همام بذلك القول ، حتى عزم عليه قال : فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي محمد وآله ، ثم قال.
وفي المجالس فقال همام : يا أمير المؤمنين أسألك بالذي أكرمك بما خصك به وحباك وفضلك بما آتاك وأعطاك لما وصفتهم لي؟ فقام أمير المؤمنين عليهالسلام قائما على رجليه فحمد الله « إلخ » وهمام بفتح الهاء وتشديد الميم ، وقيل : هو همام بن شريح بن يزيد بن مرة وكان من شيعة علي عليهالسلام وأوليائه (١).
وفي القاموس : الهمام كغراب الملك العظيم الهمة ، والسيد الشجاع السخي وكشداد ، ابن الحارث ، وابن زيد ، وابن مالك صحابيون ، ويمكن أن يكون همام سأل عن صفات المؤمنين والمتقين معا ، فاكتفى في بعض الروايات بذكر الأولى وفي بعضها بذكر الثانية ، وما ذكر في الروايتين من تثاقله عليهالسلام في الجواب أنسب بقوله عليهالسلام في آخر الخبر : لقد كنت أخافها عليه.
وفي القاموس : النسك مثلثة وبضمتين العبادة ، وكل حق لله عز وجل ، وقيل : المراد هنا المواظب على العبادة ، والمجتهد المبالغ في العبادة.
في القاموس : جهد كمنع جد كاجتهد وقال : الكيس خلاف الحمق وقال : الفطنة بالكسر : الحذق ، وأقول : الكيس كسيِّد ، والفطن بفتح الفاء ، وكسر الطاء ، وتعريف الخبر باللام وتوسيط الضمير ، للحصر والتأكيد ، كان الفرق بينهما أن الكياسة ما كان خلقة والفطنة ما يحصل بالتجارب ، أو الأول ما كان في الكليات
__________________
(١) وفي هامش المخطوطة : بل هو همام بن عبادة بن خثيم ابن أخي ربيع بن خثيم الزاهد المعروف.