شيء صدرا وأذل شيء نفسا زاجر عن كل فان حاض على كل حسن ـ لا حقود ولا حسود ولا وثاب ولا سباب ولا عياب ولا مغتاب يكره الرفعة ويشنأ السمعة طويل الغم بعيد الهم كثير الصمت وقور ذكور صبور شكور
______________________________________________________
والثاني ما كان في الجزئيات ، ويحتمل التأكيد.
وفي القاموس : البشر بالكسر الطلاقة « أوسع شيء صدرا » كناية عن كثرة العلم أو وفور الحلم « وأذل شيء نفسا » أي لا يترفع ، ولا يطلب الرفعة ، ويتواضع للناس ، ويرى نفسه أخس من كل أحد ، وقيل : أي صارت نفسه الأمارة ذليلة لروحه المقدسة ، وصارت مخالفته للنفس شعاره ، فعلى الأول من الذل وهو السهولة والانقياد وعلى الثاني من الذل بالضم بمعنى المذلة والهوان « زاجر » أي نفسه أو غيره أو الأعم منهما « عن كل فإن » أي من جميع الأمور الدنيوية فإنها في معرض الفناء ، والحض : الترغيب والتحريص ، وهذا أيضا يحتمل النفس والغير والأعم ، والحقد : إمساك العداوة والبغض في القلب ، والحقود : الكثير الحقد ، وقيل : لا للمبالغة في النفي ، لا لنفي المبالغة كما قيل في قوله تعالى : « وَما أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ » (١) فلا يلزم ثبوت أصل الفعل وكذا في البواقي.
« ولا وثاب » أي لا يثب في وجوه الناس بالمنازعة والمعارضة ، وفي القاموس : رفع ككرم رفعة بالكسر شرف وعلا قدره ، وقال : شنأه كمنعه وسمعه شنأ ويثلث وشناة وشنآنا : أبغضه ، وقال الجوهري : تقول فعله رياء وسمعة : أي ليراه الناس ويسمعوا به « طويل الغم » أي لما تستقبله من سكرات الموت وأحوال القبر وأهوال الآخرة « بعيد الهم » إما تأكيد للفقرة السابقة فإن الهم والغم متقاربان أي يهتم للأمور البعيدة عنه من أمور الآخرة ، أو المراد بالهم القصد ، أي هو عالي الهمة لا يرضى بالدون من الدنيا الفانية.
وقيل : أي يتفكر في العواقب ، في القاموس الهم : الحزن والجمع هموم
__________________
(١) سورة ق : ٢٩.