مغموم بفكره مسرور بفقره سهل الخليقة لين العريكة رصين الوفاء قليل
______________________________________________________
وما هم به في نفسه ، والهمة بالكسر ويفتح : ما هم به من أمر ليفعل « كثير الصمت » أي عما لا يعنيه « وقور » أي ذو وقار ورزانة ، لا يستعجل في الأمور ولا يبادر في الغضب ، ولا تجره الشهوات إلى ما لا ينبغي فعله ، وفي القاموس : الوقار كسحاب الرزانة ورجل وقار ووقور ووقر كندس « ذكور » كثير الذكر لله ، ولما ينفعه في الآخرة « صبور » عند البلاء « شكور » عند الرخاء « مغموم بفكره » أي بسبب فكره في أمور الآخرة « مسرور بفقره » لعلمه بقلة خطره ويسر الحساب في الآخرة وقلة تكاليف الله فيه.
« سهل الخليقة » أي ليس في طبعه خشونة وغلظة ، وقيل : أي سريع الانقياد للحق ، وفي القاموس : الخليقة الطبيعة ، قال الله تعالى : « وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ » (١).
« لين العريكة » هي قريبة من الفقرة السابقة مؤكدة لها ، في القاموس : العريكة كسفينة : النفس ورجل لين العريكة سلس الخلق منكسر النخوة ، وقال الجوهري : العريكة : الطبيعة ، وفلان لين العريكة إذا كان سلسا ويقال : لأنت عريكته إذا انكسرت نخوته ، وفي النهاية في صفته صلىاللهعليهوآلهوسلم : أصدق الناس لهجة وألينهم عريكة ، العريكة : الطبيعة ، يقال : فلان لين العريكة إذا كان سلسا مطاوعا منقادا قليل الخلاف والنفور.
« رصين الوفاء » بالراء والصاد المهملتين ، وما في بعض نسخ الكافي بالضاد المعجمة تصحيف ، أي محكم الوفاء بعهود الله وعهود الخلق ، في القاموس : رصنه : أكمله وأرصنه : أحكمه ، وقد رصن ككرم ، وكأمير المحكم الثابت والحفي بحاجة صاحبه « قليل الأذى » إنما ذكر القلة ولم ينف الأذى رأسا ، لأن الإيذاء
__________________
(١) سورة آل عمران : ١٥٩.