تعارفتم عليه.
______________________________________________________
الأول : ما أفاده الوالد قدسسره وهو أن التآخي بينكم لم يقع على التشيع ولا في هذه النشأة بل كانت أخوتكم في عالم الأرواح قبل الانتقال إلى الأجساد ، وإنما حصل تعارفكم في هذا العالم بسبب الدين ، فكشف ذلك عن الأخوة في العليين ، وذلك مثل رجلين كانت بينهما مصاحبة قديمة فافترقا زمانا طويلا ثم تلاقيا فعرف كل منهما صاحبه ، ويؤيده الحديث المشهور عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ، وهذا الخبر وإن كان عاميا لكن ورد مثله في أخبارنا بأسانيد جمة أوردتها في الكتاب الكبير.
منها : ما روى الصفار في البصائر بأسانيد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : والله يا أمير المؤمنين عليهالسلام إني لأحبك ، فقال : كذبت ، فقال الرجل : سبحان الله كأنك تعرف ما في قلبي؟ فقال علي عليهالسلام : إن الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ، ثم عرضهم علينا فأين كنت لم أرك.
وعن عمارة قال : كنت جالسا عند أمير المؤمنين إذ أقبل رجل فسلم عليه ثم قال : يا أمير المؤمنين والله إني لأحبك فسأله ثم قال له : إن الأرواح خلقت قبل الأبدان بألفي عام ، ثم أسكنت الهواء فما تعارف منها ثم ائتلف هيهنا ، وما تناكر منها ثم اختلف هيهنا ، وإن روحي أنكر روحك.
وبسنده أيضا عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله ، إلا أنه قال : إن الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام فأسكنها الهواء ثم عرضها علينا أهل البيت ، فو الله ما منها روح إلا وقد عرفنا بدنه ، فو الله ما رأيتك فيها فأين كنت.
وروى الصدوق في العلل بسند موثق عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها في الميثاق ائتلف هيهنا وما تناكر منها في الميثاق اختلف هيهنا.
وروي بسند آخر عنه عليهالسلام أنه قال لرجل من أصحابه : ما تقول في الأرواح