لئن عجلت لك ما سألت إني على ذلك لقادر ولئن ادخرت لك فما ادخرت لك فهو خير لك.
٨ ـ عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن زيد الزراد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله إن عظيم البلاء يكافأ به عظيم الجزاء فإذا أحب الله عبدا ابتلاه بعظيم البلاء فمن رضي فله عند الله الرضا ومن سخط البلاء فله عند الله السخط.
______________________________________________________
أي ثج عليه البلاء ، ويكون تسييله كناية عن شدة ألمه وحزنه ، كأنه يذوب من البلاء ويسيل ، أو عن توجهه إلى جناب الحق سبحانه بالدعاء والتضرع لدفعه ، وقيل : أي أسال دم قلبه بالبلاء.
وأقول : في جامع الأخبار وغيره بجه بالباء الموحدة ، والبج : الشق والطعن بالرمح « فإذا دعاه » أي لدفع البلاء أو لغيره من المطالب أيضا ، وفي القاموس : ألب أقام كلب ، ومنه لبيك أي أنا مقيم على طاعتك إلبابا بعد إلباب ، وإجابة بعد إجابة أو معناه اتجاهي وقصدي لك من داري تلب داره أي تواجهها ، أو معناه محبتي لك ، من امرأة لبه محبة لزوجها ، أو معناه إخلاصي لك لباب خالص.
الحديث الثامن : مجهول.
« يكافيء به » على بناء المفعول أي يجازي أو يساوي ، في القاموس : كافأه مكافأة وكفاء جازاه وفلانا ماثله وراقبه ، والحمد لله كفاء الواجب ، أي ما يكون مكافئا له « فإذا أحب الله عبدا » أي أراد أن يوصل الجزاء العظيم إليه ويرضى عنه ووجده أهلا لذلك « ابتلاه بعظيم البلاء » من الأمراض الجسمانية والمكاره الروحانية « فمن رضي » أي ببلائه وقضائه ، والظاهر أن المراد بالوصول في الموضعين أعم من العبد المحبوب المتقدم فإن العبد المحبوب لله سبحانه لا يسخط قضاءه ، ويحتمل أن يكون المراد بالمحبة تعريضه للمثوبة سواء رضي أم لا « فمن رضي فله عند الله الرضا » أي يرضي الله عنه « ومن سخط القضاء فله عند الله السخط » أي الغضب.