يرون من فضلهم فقال ابن أبي يعفور وما لهم لا يرون وهم عن يمين الله فقال يا ابن أبي يعفور إنهم محجوبون بنور الله أما بلغك الحديث أن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يقول إن لله خلقا عن يمين العرش بين يدي الله وعن يمين الله وجوههم أبيض من الثلج وأضوأ من الشمس الضاحية يسأل السائل ما هؤلاء فيقال هؤلاء الذين تحابوا في جلال الله.
______________________________________________________
بشفاعتهم وكرامتهم عند الله وظاهر هذه الفقرات مغايرة الفريقين ، وإن أمكن أن يكونا صنفا واحدا عبر عنهم تارة بأحد الوصفين وتارة بالآخر وتارة بهما ، كما مر.
قوله : بين يدي الله ، يمكن أن يكون حالا عن العرش ويكون عن يمين الله عطفا على قوله عن يمين العرش ، والمراد بهم الطائفة الذين هم عن يمين الله بناء على اختلاف الطائفتين ، واشتقاق أفعل التفضيل من الألوان في الأبيض نادر.
« من الشمس الضاحية » أي المرتفعة في وقت الضحى فإنها في ذلك الوقت أضوء منها في سائر الأوقات أو البارزة التي لم يسترها غيم ولا غبار ، في النهاية : ولنا الضاحية من البعل ، أي الظاهرة البارزة التي لا حائل دونها ، انتهى.
« الذين تحابوا » بتشديد الباء من الحب أي أحب بعضهم بعضا لجلال الله وعظمته ، لا للأغراض الدنيوية فكلمة في تعليلية أو للظرفية المجازية ، وفي بعض النسخ بالحاء المهملة ، أي تحابوا ببذل المال الحلال الذي أعطاهم الله ، وفي روايات العامة بالجيم قال الطيبي : تحابا في الله هو عبارة عن خلوص المحبة في الله ، أي لله في الحضور والغيبة ، وفي الحديث : المتحابون بجلالي الباء للظرفية أي لأجلي ولوجهي لا للهوى ، وقال النووي : أين المتحابون بجلالي أي بعظمتي وطاعتي لا للدنيا ، وقرأ بعض الأفاضل بتخفيف الباء من الحبوة والتحابي أخذ العطاء أي أخذوا ثوابهم في مكان ستروا فيه بأنوار جلاله ، وفيه ما فيه.