من أريد به رسول الله صلىاللهعليهوآله.
______________________________________________________
تعالى : « ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ » (١) ولقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا ، فعلى هذا يجوز القيام والتعظيم بانحناء وشبهه ، وربما وجب إذا أدى تركه إلى التباغض والتقاطع أو إهانة المؤمن وقد صح أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قام إلى فاطمة عليهاالسلام وإلى جعفر رضياللهعنه لما قدم من الحبشة وقال للأنصار : قوموا إلى سيدكم ونقل أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قام لعكرمة بن أبي جهل لما قدم من اليمن فرحا بقدومه.
فإن قلت : قد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أحب أن يتمثل له الناس أو الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار؟ ونقل أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يكره أن يقام له فكان إذا قدم لا يقومون لعلمهم كراهته ذلك ، فإذا فارقهم قاموا حتى يدخل منزله لما يلزمهم من تعظيمه؟
قلت : تمثل الرجال قياما هو ما تصنعه الجبابرة من إلزامهم الناس بالقيام في حال قعودهم إلى أن ينقضي مجلسهم لا هذا القيام المخصوص القصير زمانه ، سلمنا لكن يحمل على من أراد ذلك تجبرا وعلوا على الناس ، فيؤاخذ من لا يقوم له بالعقوبة ، أما من يريده لدفع الإهانة عنه والنقيصة له فلا حرج عليه ، لأن دفع الضرر عن النفس واجب ، وأما كراهته صلىاللهعليهوآلهوسلم فتواضع لله عز وجل وتخفيف على أصحابه ، وكذا ينبغي للمؤمن أن لا يحب ذلك وأن يؤاخذ نفسه بمحبة تركه إذا مالت إليه ، ولأن الصحابة كانوا يقومون كما في الحديث ويبعد عدم علمه صلىاللهعليهوآلهوسلم بهم مع أن فعلهم يدل على تسويغ ذلك ، وأما المصافحة فثابتة من السنة وكذا تقبيل موضع السجود وتقبيل اليد ، فقد ورد أيضا في الخبر عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا تلاقى الرجلان فتصافحا تحاتت ذنوبهما وكان أقربهما إلى الله سبحانه أكثرهما بشرا لصاحبه ، وفي
__________________
(١) سورة الحجّ : ٣٠.