ولا جليسه فإن غضب الله عز وجل لا يقوم له شيء ولعنته لا يردها شيء ثم قال صلوات الله عليه : فإن لم يستطع فلينكر بقلبه وليقم ولو حلب شاة أو فواق ناقة.
______________________________________________________
العياشي عن الرضا عليهالسلام في تفسيرها : إذا سمعت الرجل يجحد الحق ويكذب به ويقع في أهله فقم من عنده ولا تقاعده وقوله تعالى : « إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ » قيل : أي في الكفر إن رضيتم به وإلا ففي الإثم لقدرتكم علي الإنكار أو الإعراض ، وقال سبحانه أيضا : « وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ » (١).
« ولا يكن شرك شيطان » بالكسر أي شريكه إن شاركهم ، ولا جليسه إن لم يشاركهم ، وكان ساكنا ، ومن قرأ الشرك بالتحريك بمعنى الحبالة أو فسر الشرك بالنصيب فقد صحف لفظا أو معنى.
قوله : لا يقوم له شيء ، أي لا يدفعه أو لا يطيقه ولا يقدر على تحمله ، وقد دلت الرواية والآيتان على وجوب قيام المؤمن ومفارقته لأعداء الدين عند ذمهم أولياء الله ، وعلى لحوق الغضب واللعنة به مع القعود معهم ، بل دلت الآية ظاهرا على أنه مثلهم في الفسق والنفاق والكفر ، ولا ريب فيه مع اعتقاد جواز ذلك أو رضاه به ، وإلا فظاهر بعض الروايات أن العذاب بالهلاك إن نزل يحيط به ، ولكن ينجو في الآخرة بفضل الله تعالى ، وظاهر بعضها أن اللعنة إذا نزلت تعم من في المجلس ، والأحوط عدم مجالسة الظلمة وأعداء الله من غير ضرورة.
ثم بين عليهالسلام حكمه إذا لم يقدر على المفارقة بالكلية للتقية أو غيرها بقوله : فإن لم يستطع فلينكر بقلبه.
قوله : ولو حلب شاة ، حلب مصدر منصوب بظرفية الزمان بتقدير زمان حلب ، وكذا الفواق وكأنه أقل من الحلب أي يقوم لإظهار حاجة وعذر ولو بأحد هذين
__________________
(١) سورة الأنعام : ٦٨.