بعضاً ، كحذو النعل بالنعل ، فان شئت أنبأتك بها » فقال : نعم يا أمير المؤمنين ، فقال علي عليه السلام : « احفظ ، فان علامة ذلك : إذا أمات الناس الصلوات ، واضاعوا الامانة ، واستحلّوا الكذب ، واكلوا الربا ، واخذوا الرشاء ، وشيّدوا البنيان ، وباعوا الدين بالدنيا ، واستعملوا السفهاء ، وشاوروا النساء ، وقطعوا الأرحام ، واتبعوا الأهواء ، واستخفّوا بالدماء ، وكان العلم ضعفاً ، والظلم فخراً ، وكانت الامراء فجرة ، والوزراء ظلمة ، والعرفاء خونة ، والقرّاء فسقة ، وظهرت شهادة الزور ، واستعلن الفجور ، وقول البهتان ، والاثم والطغيان ، وحليت المصاحف ، وزخرفت المساجد ، وطوّلت المنائر ، واكرم الاشرار ، وازدحمت الصفوف ، واختلفت القلوب ، ونقضت العهود ، واقترب الموعود ، وشاركت النساء ازواجهن في التجارة حرصاً على الدنيا ، وعلت اصوات الفساق واستمع منهم ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، واتقي الفاجر مخافة شرّه ، وصدّق الكاذب ، وائتمن الخائن ، واتخذت القينات(٣) والمعازف ، ولعن آخر هذه الامّة أوّلها ، وركب ذوات الفروج السروج ، وتشبّه النساء بالرجال ، والرجال بالنساء ، وشهد الشاهد من غير أن يستشهد ، وشهد الآخر قضاء(٤) لذمام بغير حقّ عرفه ، وتفقّه لغير الدين ، واثروا عمل الدنيا على عمل الآخرة ، ولبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب ، وقلوبهم انتن من الجيفة ، وامرّ من الصبر ، فعند ذلك الوحا(٥) الوحا العجل العجل » . الخبر .
[١٤٢١٥] ٢ ـ الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الاخلاق : عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : « يابن مسعود ، سيأتي من بعدي اقوام يأكلون طيب الطعام وألوانها ، ويركبون الدواب ، ويتزينون بزينة المرأة لزوجها ، ويتبرجن النساء ، وزيّهنّ مثل زيّ الملوك الجبابرة ، وهم منافقو هذه الامة في آخر
____________________________
(٣) القينة : المغنية ( لسان العرب ١٣ : ٣٥١ ) .
(٤) ليس في المصدر .
(٥) الوحا : السرعة ( لسان العرب ج ٥ ص ٣٨٢ ) .
٢ ـ مكارم الاخلاق ص ٤٤٩ .