وأنهاك عن أمرين : لا تشرك بالله فإنه من أشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ، وأنهاك عن الكبر فإن أحداً لا يدخل الجنة وفي قلبه مثقال حبة من خردل من كبر ، قال معاذ بن جبل : بأبي أنت وأُمي يا رسول الله ، أمن الكبر أن يكون لأحدنا دابة يركبها ، والثياب يلبسها ، أو الطعام يجمع عليه(١) أصحابه ؟ قال : لا ، ولكن من الكبر أن يسفه الحق ويغمض المؤمن » .
وروي عن جابر مثله ، وزاد في حديثه : « ألا أُنبئكم بخمس من كن فيه فليس بمتكبر : اعتقال الشاة(٢) ، ولبس الصوف ، ومجالسة الفقراء ، وأن يركب الحمار ، وأن يأكل الرجل مع عياله » .
[١٣٤٤٤] ٤ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح : عن عبدالله بن طلحة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا يدخل الجنة أحد فيه مثقال حبة من خردل من كبر ، ولا يدخل النار عبد فيه مثقال حبة خردل من إيمان ، فقلت له : جعلت فداك ، فوالله إن الرجل منا يلبس الثوب الجديد ، أو يركب الدابة ، فيكاد أن يدخله ، قال : ليس ذلك بذلك ، إنما الكبر من تكبر عن ولايتنا ، وأنكر معرفتنا(١) ، فمن كان فيه مثقال حبة من خردل من ذلك ، لم يدخله الجنة ، ومن أقر بمعرفة نبينا وأقر بحقنا ، لم يدخله النار » .
[١٣٤٤٥] ٥ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : جاء رجل إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا رسول الله ، إني أحب أن يكون رأسي دهيناً ، وبزتي
____________________________
(١) في المصدر : عليها .
(٢) اعتقل شاته : وضع رجلها بين ساقه وفخذه فحلبها ( لسان العرب ج ١١ ص ٤٦٢ ) .
٤ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص ٧٥ .
(١) في المصدر : معرفة ائمتنا .
٥ ـ لب اللباب : مخطوط .