قال : وبلغت ذلك المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري ، فقال مثل ذلك. وبلغت عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي ، فقال مثل ذلك. فلمّا بلغ ذلك الوليد بن عتبة أنصف الحسين من حقه حتّى رضى (١).
وقد خرجا بنو عبد شمس وبنو نوفل من هذا الحلف.
ولقد ظن أبو سفيان بن حرب أنّ هذا الصراع الدائر على الشرف والملك يجب أن يكون له نصيب فيه ، بل يجب أن يكون لبني أمية الملك والشرف ، وهذا ما فسّر صراعه وقيادته لقريش في حروب الرسول صلىاللهعليهوآله وحتّى حينما رأى جيش النبي صلىاللهعليهوآله يدخل مكة يقول للعباس عمّ النبي : إنّ ملك ابن أخيك أصبح اليوم عظيماً ، فيرد عليه العباس ويقول : إنّها النبوة.
نعم ، إنّها النبوة التي أسقطت الدماء والحروب والأخلاق الرذيلة ، ودعت الناس إلى الحق والعدل ، ولكن لمّا سمحت الفرصة لبني أمية ، ولعب الملك بمخيّلاتهم ، بذلوا في سبيله ما قاله خالد القسري : والله لو أعرف أنّ عبد الملك لا يرضى عنّي إلّا بنقض هذا البيت حجراً حجراً (الكعبة) لنقضته في مرضاته.
لقد أحيى الأمويون صراعاً يدب بجذوره إلى بداية القرن الخامس الميلادي ، وقتلوا كل من وقف في طريقهم ، ولم يكفهم ، بل أشاعوا أنّ دعوة آل البيت ومن شايعهم دعوة فارسية أو يهودية أو غير إسلامية.
_______________
(١) السيرة النبوية لابن هشام ، ١ / ٨٧.