إلى حرق بيت الله الحرام بالمجانيق ، وهي مشاعر حقد عبّر عنه لسان يزيد بن معاوية (الحاكم الأموي) بأبيات منسوبة لابن الزبعرى
ليت أشياخي ببدر شهدوا |
|
جزع الخزرج من وقع الأسل |
قد قتلنا القرم من ساداتهم |
|
وعدلنا ميل بدر فاعتدل |
لعبت هاشم بالملك فلا |
|
خبر جاء ولا وحي نزل |
لست من خندف إن لم انتقم |
|
من بني أحمد ما كان فعل (١) |
وكان أفضل ما اتّفقت عليه قريش قبل البعثة هو حلف الفضول الذي كان بين بني هاشم وبني المطلب وأسد بن العزى وزهرة بن كلاب وتيم ابن مرة ، حيث تعاقدوا وتعاهدوا على نصرة المظلوم ، والقيام معه حتّى ترد عليه مظلمته ، وقد حضر هذا الحلف النبي صلىاللهعليهوآله وقال : (لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفاً ، ما أحب أنّ لي به حمر النعم لو دعي به في الإسلام لأجبت).
وهذا ما دعى إليه الحسين بن علي عليهالسلام ، كان يقول للوليد بن عتبة : عند نزاع شبّ بينهما في مال كان للحسين قال : احلف بالله لتنصفني من حقي أو لآخذن سيفي ، ثمّ لأقومن في مسجد رسول الله ، ثمّ لأدعون بحلف الفضول. قال : فقال عبد الله بن الزبير ـ وهو عند الوليد حين قال له الحسين ما قال وأنا أحلف بالله لئن دعا به لآخذن سيفي ، ثمّ لأقومن معه حتّى ينصف من حقه أو نموت جميعاً.
_______________
(١) الحافظ ابن كثير ، البداية والنهاية ، ٨ / ٢٢٧ ، خطط المقريزي ٢ / ٢٨٩.